صلى الله عليه وسلم بسياق الغيبة كما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه لما حكم في بني قريظة : وعلى من ههنا - يشير إلى ناحية النبي ﷺ وهو معرض عنها حياء منه ﷺ وإجلالاً له :﴿عبس﴾ أي فعل الذي هو أعظم خلقنا ونجله عن أن نواجهه بمثل هذا العتاب بوجهه فعل الكاره للشيء من تقطيب الوجه بما له من الطبع البشري حين يحال بينه وبين مراده، وآذن بمدحه ﷺ بأن ذلك خلاف ما طبعه عليه سبحانه من حرمة المساكين ومحبتهم والسرور بقرهم وصحبتهم بقوله ﴿وتولى *﴾ أي كلف نفسه الإعراض عنه رجاء أن يسلم أولئك الأشراف الذين كان يخاطبهم فيتأيد بهم الإسلام ويسلم بإسلامهم أتباعهم فتلعو كلمة الله لأجل ﴿أن جاءه الأعمى *﴾ الذي ينبثي أن يبالغ في العطف عليه وفي إكرامه جبراً لكسره واعترافاً بحقه في مجيئه، وذكره بالوصف للإشعار بعذره في الإقدام على قطع الكلام والبعث على الرأفة به والحرمة له، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رآه بعد ذلك قال :"مرحباً بمن عاتبني فيه ربي" واستخلفه على المدينة الشريفة عند غزوه مرتين، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ورأيته يوم القادسية عليه درع ومعه راية سواداء رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon