ولما أفرد الشرط والجزاء إجراء على لفظ " من " إشارة إلى أ، ه لا يشترط في الإيمان ولا في جزائه مشاركة أحد، وأنه لا توقف للقبول على شيء غير الوصف المذكور، جمع الحال بشارة بأن الداخلين كثير، وأن الداخل إلى دار الكرامة لا يحصل له هوان بعد ذلك أصلاً فقال :﴿خالدين فيها﴾ وأكد معنى الخلود ليفهم الدوام بلا انقضاء فقال :﴿أبداً﴾ ولما أعلم أن الخلود لكل الداخلين إلى الجنة رجع إلى الأسلوب الأول تنصيصاً على كل فرد إبلاغاً في عظمة هذا الجزاء بقوله هذا الجزاء بقوله نتيجة لذلك، منبهاً على أن هذه النتيجة من حقها أن يتوقع قولها من كل من سمع هذه البشارى :﴿قد أحسن الله﴾ أي الملك الأعلى ذو الجلال والإكرام ﴿له﴾ أي خاصة ﴿رزقاً *﴾ أي عظيماً عجيباً، قال القشيرين : الرزق الحسن ما كان على حد الكفاية لا نقصان فيه يتعطل عن أموره بسببه ولا زيادة تشغله عن الاستمتاع بما رزق لحرصه، كذلك أرزاق القلوب أحسنها أن يكون له من الأحوال ما يستقل بها عن غير نقصان ولا يتعذب بتعطشه ولا يكون زيادة فيكون على خطر من مغاليط لا يخرج منها إلا بتأييد من الله سماوي.


الصفحة التالية
Icon