وهي مع ذلك مفهمة للردع الذي ليس بعده ردع عن اعتقاد مثل ذلك والموافقة لشيء مما يوجب الخزي فيه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٧
ولما أخبر عن إنكارهم، استأنف إثبات ما أنكروه على أبلغ وجه وأفظعه مهولاً لما يقع لهم من الشرور وفوات السرور، مؤكداً لأجل إنكارهم فقال :﴿إن كتاب﴾ وأظهر موضع الإضمار تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف فقال :﴿الفجار﴾ أي صحيفة حساب هؤلاء الذين حملهم على كفرهم مروقهم وكذا كل من وافقهم في صفاتهم فكان في غاية المروق مما حق ملابسته وملازمته، وأبلغ في التأكيد فقال :﴿لفي سجين *﴾ هو علم منقول في صيغة المبالغة عن وصف من السجن وهو الحبس لأنه سبب الحبس في جهنم أي إنه ليس فيه أهلية الصعود إلى محل الأقداس إشارة إلى أن كتابهم إذا كان في سجن عظيم أي ضيق شديد كانوا هم في أعظم، قال ابن جرير : وهي الأرض السابعة - انتهى وهو يفهم مع هذه الحقيقة أنهم في غاية الخسارة لأنه يقال لكل من انحط : صار تراباً ولصق بالأرض - ونحو ذلك، ثم زاد في هوله بالإخبار بأنه أهل لأن يسأل عنه ويضرب إلى العالم به - إن كان يمكن - آباط الإبل فقال :﴿وما أدراك﴾ أي جعلك دارياً وإن اجتهدت في ذلك ﴿ما سجين *﴾ أي أنه بحيث لا تحتمل وسائر الظالمين، يصعد بالميت منهم إلى السماء فتغلق أبوابها المبعدون من الشياطين وسائر الظالمين، يصعد بالميت منهم إلى السماء فتغلق أبوابها دونه فيرد تهوي به الريح تشمت به الشياطين.
وكل ما قاله فيه :" وما أدراك " فقد أدراه به بخلاف " وما يدريك ".