وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما بين قبل حالهم في الافتراق، أقسم سبحانه على ذلك الشأن في الخلائق بحسب تقديره أزلاً ﴿ليبلوهم أيهم أحسن عملاً﴾ [لا يوجد ليبلوهم بالياء في لغتنا وإنما كما في الكهف آية ٧ : لنبلوهم.
وفي الملك آية ٢ : لنبلوكم.
فقال تعالى :﴿إن سعيكم لشتى﴾ فاتصل بقوله تعالى ﴿قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾ [الشمس : ١٠] إن قوله تعالى ﴿فأما من أعطى واتقى - إلى - العسرى﴾ يلائمه تفسيراً وتذكيراً بما الأمر عليه من كون الخير والشر بإرادته وإلهامه وبحسب السوابق قوله :﴿فألهمهما فجورها وتقواها﴾ [الشمس : ٨] فهو سبحانه الملهم للإعطاء والاتقاء والتصدق، والمقدر للبخل والاستغناء والتكذيب ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾ [الصافات : ٩٦] ﴿لا يسئل عما يفعل﴾ [الأنبياء : ٢٣] ثم زاد ذلك إيضاحاً بقوله تعالى " إن علينا للهدى وإن لنا للأآخرة والأولى} فتباً للقدرية والمعتزلة ﴿وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون﴾ [يوسف : ١٠٥] - انتهى.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٤٥


الصفحة التالية
Icon