ولما كان ربما تعنت متعنت فقال : ما تركه ولكنه لا يحبه، فكم من مواصل وليس بواصل، قال نافياً لكل ترك :﴿وما قلى *﴾ أي وما أبغضك بغضاً ما، وحذف الضمير اختصاراً لفظياً ليعم، فهو من تقليل اللفظ لتكثير المعنى، وذلك لأنه كان انقطاع عنه الوحي مدة لأنهم سألوه عن الروح وقصة أهل الكهف وذي القرنين فقال :"أخبركم بذلك غداً"، ولم يستثن، فقالوا : قد ودعه ربه وقلاه، فنزلت لذلك، ولما نزلت كبر ﷺ فكان التكبير فيها وفيما بعدها سنة كما يأتي إيضاحه وحكمته آخرها، وقد أفهمت
٤٥٣
هذه العبارة أن المراتب التقريبية أربع : تقريب بالطاعات ومحبة وهي للمؤمنين، وإبعاد بالمعاصي وبغض وهي للكفار، وتقريب بالطاعات مخلوط بتبعيد للمعاصي وهي لعصاة المؤمنين، وإعراط مخلوط بتقريب بصور طاعات لا قبول لها وهي لعباد الكفار.


الصفحة التالية
Icon