ولما ذكره بما أنعم عليه به من هذه النعم الثلاث أوصاه بما يفعل في ثلاث مقابلة لها، فقال مسبباً عنه مقدماً معمول ما بعد الفاء عليها اهتماماً :﴿فأما اليتيم﴾ أي هذا النوع ﴿فلا تقهر *﴾ أي تغلبه على شيء فإنما أذقتك اليتم تأديباً بأحسن الآداب لتعرف ضعف اليتيم وذله، وفوق ذلك كفالته وهي خلافة عن الله لأن اليتيم لا كافل له إلا الله، ولهذا قال النبي ﷺ :"أنا وكافل اليتيم كهاتين" - وأشار بالسبابة والوسطى.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٥٦
ولما بدأ بما كان بداية له، ثنى بما هو نهاية له من حيث كاونه يصير رأس الخلق فيصير محط الرجال في كل سؤال من علم ومال، فقال مقدماً له اهتماماً به إشارة إلى أنه جبر الخواطر والاستئلاف الخلق من أعظم المقصاد في تمام الدين :﴿وأما السائل﴾ أي الذي أحوجته العيلة أو غيرها إلى السؤال ﴿فلا تنهر *﴾ أي تزجر زاجراً مهيناً، فقد علمت مضاضة العيلة، بل أعطه ولو قليلاً، أو رده رداً جميلاً، وكذا السائل في العلم.
ولما ذكر له تفصيل ما يفعل في اليتيم والفقير والجاهل، أمره بما يفعل في العلم
٤٥٧