ولما كان المراد التعميم في الزمان والمكان بعد التعميم في الصالحين من الملائكة والإنس والجان، قال من غير جار معظماً لنصرة الملائكة لما لهم من العظمة في القلوب لما تقرر لمن باشر منهم العذاب تارة بالرجفة وأخرى بالصعقة وتارة بالخسف وأخرى بغير ذلك، فكيف إذا تصور الآدمي المقيد بالمحسوسات اجتماهم على ما لهم من الأشكال المهولة ﴿بعد ذلك﴾ أي الأمر العظيم الذي تقدم ذكره وهو مظاهرة الله ومن ذكر معه ﴿ظهير *﴾ أخبر عن الجمع باسم الجنس إشارة إلى أنهم على كلمة واحدة في المظاهرة، فخوف بهذا كله لأجل المتاب لطفاً به ﷺ وإظهاراً لعظمته وفي قصة صاحب ياسين قال ﴿وما أنزلنا على قومه﴾ الآية، تحقيراً لقومه وإهانة لهم، ويجوز أن يكون " ظهير " خبر جبريل عليه الصلاة والسلام، وخبر ما بعده محذوف لدلالته عليه أي كذلك.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٧


الصفحة التالية
Icon