وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما قال الله سبحانه وتعالى لنبيه ﷺ ﴿فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين﴾ [التين : ٧ - ٨] وكان معنى ذلك : أيّ شيء حمل عل هذا بعد وضوح الأمر لك وبيانه وقد نزهه سبحانه وتعالى عن التكذيب بالحساب وأعلى قدره عن ذلك، ولكن سبيل مثل هذا إذا ورد كسبيل قوله تعالى :﴿لئن أشركت ليحبطن عملك﴾ [الزمر : ٦٥] وبابه، وحكم هذا القبيل واضح في حق من تعدىة إليه الخطاب وقصد بالحقيقة به من أمته ﷺ من حيث عدم عصمتهم وإمكان تطرق الشكوك والشبهة إليهم، فتقدير الكلام : أيّ شيء يمكن فيه أن يحملكم على التوقف أو التكذيب بأمر الحساب، وقد وضح لكم ما يرفع الريب ويزيل الإشكال، ألم تعلموا أن ربكم أحكم الحاكمين ؟ أفيليق به وهو العليم الخبير أن يجعل اختلاف أحوالكم في الشكوك بعد خلقكم في أحسن تقويم ؟ أفيحسن أن يفعل ذلك عبثاً ؟ وقد قال تعالى :﴿وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما باطلاً﴾ [ص : ٢٧ - ولكن قراءتنا - وما خلقنا السماء - لا بالجمع} فلما قرر سبحانه العبيد على أنه أحكم الحاكمين مع ما
٤٨٠