ولما كان التقدير : فإذا أتتهم انفكوا، فلقد تفرق المشركون بعد إتيانك وأنت البينة العظمى إليهم إلى مهتد وضال، والضال إلى مجاهر ومساتر، وكذا أهل الكتاب، ثم ما اجتمع العرب على الهدى إلا من بعد ما جاءتهم البينة، عطف على هذا الذي أفهمه السياق قوله معلماً بزيادة القبح في وقوع الذنب من العالم بإفرادهم بالتصريح عن المشركين :﴿وما تفرق﴾ أي الآن وفيما مضى من الزمان تفرقاً عظيماً ﴿الذين﴾ ولما كانوا في حال هي أليق بالإعراض، بنى للمفعول قوله :﴿أوتوا الكتاب﴾ أي عما كانوا عليه من الإطباق على الضلال أو الوعد باتباع الحق المنتظر في محمد ﷺ، وكذا كان فعلهم في عيسى ﷺ من قبل، فاستمر بعضهم على الضلال وبالغ في نقض العهد والعناد، ووفى بعض بالوعد فاهتدى، وكان تفرقهم لم يعد تفرقاً إلا زمناً يسيراً، ثم
٤٩٧


الصفحة التالية
Icon