تعريفاً بأنهم بلغوا من الرذالة دركة ليس وراءها للحسد موضع ﴿الماعون﴾ أي حقوق الأموال والشيء اليسير من المنافع مثل إعارة التافه من متاع البيت التي جرت عادة الناس أن يتعاوروه بينهم، ويمنعون أهل الحاجة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق، والحاصل أنه ينبغي حمل ذلك على منع ما يجب بذله مثل فضل الكلأ والماء والزكاة ونحوه ليكون موجباً للويل، وعلى الزكاة حمله علي وابن عمر رضي الله عنهما والحسن وقتادة، قال العلماء : هو مأخوذ من المعن، وهو في اللغة الشيء اليسير، ولذلك فسره بعضهم بالماء وبعضهم بما يعار على وجه الزكاة إلا شيء يسير جداً بالنسبة إليه، وقيل : هو كل عطية أو منفعة، وقال قطرب : هو فاعول من المعن، والمعن : المعروف، وقال أبو عبيدة : الماعون في الجاهلية العطاء والمنفعة وفي الإسلام الزكاة، وقال الهروي : قال ابن عباس رضي الله عنما : هو العارية - ذكر هذا الأستاذ عبد الحق الإشبيلي في كتابه الواعي، وقال ابن جرير : وأصل الماعون من كل شيء منفعته.