وروى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أن المشركين قالوا : يا محد انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى : قل هو الله أحد إلى آخرها، قال : لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفواً أحد - انتهى.
ومن كان كذلك فهو الجامع للأسماء الحسنى والصفات العلى كلها، وعلم أن حاصلها تنزيه المعبود عن أن يكون له مجانس، أو يكون له مكافئ، والرد على كل من يخالف في شيء من ذلك، وأعظم مقاصد آل عمران المناظرة لها في رد المقطع على المطلع، لا سيما من ادعى أن عيسى عليه الصلاة والسلام إله أو أنه ولد له سبحانه وتعالى وكذا غيره الدلالةُ على بطلان مذهب من ادعاه إلها وعلى أن عيسى عليه الصلاة والسلام عبد من عبيده أوجده على ما أراد كما أوجد من هو أغرب حالاً منه وإبطال قول من ادعى فيه غير ذلك.