" صفحة رقم ٢٠٠ "
ألم ترَ أنّ الله أظهر دينه
وصبّ على الكفّار سوط عذاب
الفجر :( ١٤ ) إن ربك لبالمرصاد
) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( قال ابن عبّاس : سبحانه يرى ويسمع، وقال مقاتل : ترصد الناس على الصراط، فجعل رصداً من الملائكة معهم الكلاليب والمحاجن والحسك، وقال الضحّاك : بمرصد لأهل الظلم والمعصية، وقيل : معناه مرجع الخلق ومصيرهم إلى حكمه وأمره، وقال الحسن وعكرمة : ترصد أعمال بني آدم، وعن مقاتل أيضاً : ممرّ الناس عليه. عطاء ابن أبي رياح : لا يفوته أحد. يمان : لا محيص عنه. السدي : أرصد النار على طرقهم حتّى تهلكهم، والمرصاد والمرصد الطريق وجمع المرصاد مراصيد وجمع المرصد مراصد.
وروى مقسم عن ابن عبّاس قال : إنّ على جهنّم سبع مجاسر يسأل العبيد عند أوّلهنّ عن شهادة أن لا إله إلاّ الله، فإن جاء بها تامّة جاز بها إلى الثاني، فيسأل عن الصلاة، فإن جاء بها تامّه جاز إلى الثالث، فيُسئل عن الزكاة فإن جاء بها تامّة جاز إلى الرابع، فيسأل عن الصوم، فإن جاء به تامّاً جاز إلى الخامس، فيسأل عن الحجّ فإن جاء به تامّاً جاز إلى السادس، فيسأل عن العمرة فإن جاء بها تامّة جاز إلى السابع، فيسأل عن المظالم فإن خرج منها وإلاّ يقال انظروا، فإن كان له تطوّع أكمل به أعماله، فإذا فرغ به انطلق به إلى الجنّة.
( ) وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّىأَهَانَنِ كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يالَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عِبَادِى وَادْخُلِى جَنَّتِى ( ٢
الفجر :( ١٥ ) فأما الإنسان إذا.....
) فَأَمَّا الإنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ ( امتحنه ) رَبُّهُ ( بالنعمة والوسعة. ) فَأَكْرَمَهُ ( بالمال ) وَنَعَّمَهُ ( بما وسّع عليه من الأفضال ) فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي ( فيفرح بذلك ويُسر ويحمد عليه ويشكر،
الفجر :( ١٦ ) وأما إذا ما.....
و ) إِذَا مَا ابْتَلاَهُ ( بالفقر ) فَقَدَرَ ( وضيّق وقتّر ) عليه رزقه ( ) فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي ( أذلّني بالفقر، ولم يشكر الله على ما أعطاه من سلامة الجوارح ورزقه من العافية والصحّة. قال قتادة : ما أسرع كفر ابن آدم.
وقراءة العامّة ) فقدر ( بتخفيف الدال، وقرأ أبو جعفر وابن عامر بالتشديد، وهما لغتان وكان أبو عمرو يقول : قدرَ بمعنى قتّر وقدر هو أن يعطيه ما يكفيه ولو فعل ذاك ما قال :) ربي أهانني (، ثمّ ردّ عليه فقال :
الفجر :( ١٧ ) كلا بل لا.....
) كَلاَّ ( لم أبتلِهِ بالغنى لكرامته عليّ ولم ابتلِهِ بالفقر ؛ لهوانه علي


الصفحة التالية
Icon