" صفحة رقم ٢٥٢ "
رسول اللّه ( ﷺ ) وكان يسألني معهم مع الأكابر منهم ويقول لي : لا تتكلم حتى يتكلّموا، فقال : علمتم أنّ رسول اللّه ( ﷺ ) قال :( ليلة القدر اطلبوها في العشر الأواخر وتراً ) ففي أي الوتر ترون ؟
قال : فأكثر القوم في الوتر، فقال : مالك لا تكلّم ابن عباس ؟ قال : قلت : إن شئت تكلّمت، قال : عن رأيك أسألك ؟ قال : قلت : رأيت اللّه سبحانه أكثر ذكر السبع، وذكر السماوات سبعاً، والأرضين والطواف سبعة، والجمار سبعة، وما شاء اللّه من ذلك، خلق الإنسان من سبعة، وجعل رزقه من سبعة.
قال : قلت : خلق الإنسان، فقال : فكلّما ذكرت عرقت، فما قولك خلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه من سبعة ؟ قال : قلت :) خَلَقْنَا الإنسَانَ مِنْ سُلالَة مِنْ طِين ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَار مَكِين ( إلى قوله :) خَلْقاً آخَرَ (.
ثم قرأت ) أنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَبّاً ( إلى قوله سبحانه :) وَأبّاً ( والأبّ ما أنبتت الأرض ممّا لا تأكله الناس، فما أراها إلاّ ليلة ثلاث وعشرين لسبع بقين، فقال عمر : غلبتموني أن تأتوا بما جاء به هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه.
وأخبرنا عبد اللّه بن حامد عن صالح بن محمد قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد عن مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عباس أنّ عمر بن الخطاب ح قال له : أخبرني برأيك في ليلة القدر، قال : فقلت : إن اللّه سبحانه وتر يحب الوتر، السماوات سبع، والأرضون سبع، وترزق من سبع، وتخرج من سبع، ولا أراها إلاّ في سبع بقين من رمضان، فقال عمر : وافق رأيي رأيك، ثم ضرب منكبي وقال : ما أنت بأقل القوم علماً.
وقال زيد بن ثابت وبلال : هي ليلة أربع وعشرين، ودليلهما ما أخبرناه عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي سعيد قال : حدّثنا علي بن حرب قال : حدّثنا محمد بن معاوية قال : حدّثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن عبد اللّه عن الضابحي عن بلال قال : قال رسول اللّه ( ﷺ ) ( ليلة القدر ليلة أربع وعشرين ).
وقيل : هي الليلة الخامسة والعشرون، يدلّ عليها ما أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ في