" صفحة رقم ٥٥ "
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا غير مرة، قال : أخبرنا ابن الشرقي، قال : حدّثنا حمدان السلمي، قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل ومعلّى بن أسيد ومسلم بن إبراهيم، قالوا : حدّثنا وهيب، قال : حدّثنا ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس، قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( أُمرتُ أن أسجد على سبعة : أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين، وأن لا أكف شعراً ولا ثوباً ).
وأخبرنا أبو بكر الجوزقي، قال : أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري، قال : حدّثنا أحمد بن سلمة، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدّثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله ( ﷺ ) يقول :( إذا سجد العبد سجد معه سبعة ) فإن جعلت المساجد المواضع فواحدها مسجد بكسر الجيم، وإن جعلت الأعضاء فواحدها مسجَد بفتح الجيم. وقال الحسن :) وأن المساجد لله ( يعني الصلوات فلا تدعوا مع الله أحداً أي أفردوا له التوحيد وأخلصوا له العبادة. وقيل : معناه فردّوها لذكر الله وعبادته فلا تتخذوها متجراً ولا مجلساً ولا طرقاً ولا تجعلوا فيها لغير الله نصيباً.
الجن :( ١٩ ) وأنه لما قام.....
) وأَنّه لمّا قام عبد الله ( يعني : محمداً ( ﷺ ) ) يدعوه ( يقول : لا إله إلاّ الله ويدعوا إليه ويقرأ القرآن ) كادوا ( يعني : الجن ) يكونون عليه لبداً ( أي يركبون بعضهم بعضاً، ويزدحمون ويسقطون حرصاً منهم على استماع القرآن. قاله الضحاك ورواه عطية عن ابن عباس.
سعيد بن جبير عنه : هذا من قول النفر من الجن لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول الله ( ﷺ ) له واهتمامهم به في الركوع والسجود واقتدائهم به في الصلاة.
وقال الحسن وقتادة وابن زيد : يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبّدت الجن والإنس، وتظاهروا عليه ليبطلوا الحقّ الذي جاءهم به، ويطفئوا نور الله فأبى الله إلاّ أن يتم هذا الأمر وينصره ويظهره على من ناواه.
وأصل اللبد : الجماعات بعضها فوق بعض، ومنه قيل للجراد الكبير : لبدٌ، وتلبد الشعر إذا تراكم. ومنه سمي اللبد لبداً، كما ويقال للشعر على الأسد : لبدة وجمعها لبدٌ، قال زهير :
لدى أسد شاك السلاح خبان
له لبد أظفاره لم تُقلّم
وفيه أربع لغات : لِبَدٌ بكسر اللام وفتح الباء و ( هي ) قراءة العامة واختيار أبي عبيدة وأبي