" صفحة رقم ٤٠٦ "
عن عوف عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر قال : إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلة المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون.
قال الثعلبي : وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى فأما أصحاب المائدة فقوله عز وجل ) فَإنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ العَالَمِينَ (، وأما آل فرعون فقوله تعالى :) أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذَابِ (، وأما المنافقون فقوله تعالى ) إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ٢ )
النساء :( ١٤٦ ) إلا الذين تابوا.....
) إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا ( من النفاق ) وَأصْلَحُوا ( عملهم ) وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ ( أي وثقوا بالله ) وَأخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ ( على دينهم. قال الفراء : مع المؤمنين تفسيره من المؤمنين. قال القتيبي : حاد عن كلامهم غيظاً عليهم فقال ( فأولئك مع المؤمنين )، ولم يقل فأولئك هم المؤمنون ) وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ ( في الآخرة ) أجْراً عَظِيماً ( وهي الجنة وإنما حذفت الياء من : يؤتي في الخط كما حذف في اللفظ لأن الياء سقطت من اللفظ لسكونها وسكون اللام في الله وكذلك قوله ) يوم ينادي المناد ( حذفت الياء في ( الخط ) لهذه العلة وكذلك ) سندع الزبانية ( ) يوم يدع الداع ( قالوا : والياء هذه حذفت لالتقاء الساكنين.
وأما قوله ) ما كنا نبغ ( حذفت لأن الكسرة دلت على الياء فحذفت لثقل الياء، وقد قيل حذفت الياء من المناد والدّاع لأنك تقول : داع ومناد حذفت اللام بها كما حذفت قبل دخول الألف واللام.
وأما قوله تعالى ) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ( فحذفت الياء لأنها مابين آية ورؤس الآية يجوز فيها الحذف
النساء :( ١٤٧ ) ما يفعل الله.....
) مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إنْ شَكَرْتُمْ ( نعماه ) وَآمَنْتُمْ ( به وفي الآية تقديم، وتأخير، تقديرها ما يفعل الله بعذابكم ان آمنتم وشكرتم لأن الشكر لاينفع مع عدم الإيمان بالله والله تعالى عرف خلقه بفضله على ان تعذيبه عباده لايزيد في ملكه. وتركه عقوبتهم على افعالهم، لاينقص من سلطانه ) وَكَانَ اللهُ شَاكِراً ( للقليل من اعمالكم ) عَلِيماً ( بإضعافها لكم إلى عشرة إلى سبعمائة ضعف.
قال أهل اللغة : أصل الشكر إظهار النعمة والتحدث بها. قال الله تعالى ) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ( وذكر بعض أهل اللغة إن الشكر مأخوذ من قول العرب لغة شكور إذا كان يظهر