" صفحة رقم ١١٣ "
يحصل لهم من الحج والعمرة والزيارة والتجارة وما يجبى إليه من الثمرات ويظهر فيه من أنواع البركات.
فقال إبن جبير : من أتى هذا البيت يريد شيئاً للدنيا والآخرة أصابه ) والشهر الحرام ( أراد به الأشهر الحرم يأمن فيها الناس ) والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن اللّه يعلم ( الآية.
إعتُرض على هذه الآية وقيل : كيف يليق أول الآية بآخرها ؟ فالجواب أن مجاز الآية إن اللّه يعلم صلاح الناس كما يعلم ) ما في السماوات وما في الأرض ( الآية
المائدة :( ٩٨ - ١٠٠ ) اعلموا أن الله.....
) إعلموا أن اللّه شديد العقاب ( الآيتين ) قل لا يستوي الخبيث والطيب ( يعني الحلال والحرام.
) ولو أعجبك كثرة الخبيث ( نزلت في شرح بن صبيعة وحجاج بكر بن وائل ) فاتقوا اللّه ( ولا تتعرضوا للحجاج وإن كانوا مشركين.
وقد مضت القصة في أول السورة ) يا أولي الألباب ( الآية
المائدة :( ١٠١ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ( الآية، إختلفوا في نزولها، فروى الزهري وقتادة عن أنس وأبو صالح عن أبي هريرة قالا : سأل الناس رسول اللّه ( ﷺ ) حتى ألحّوا بالمسألة فقام مغضباً خطيباً وقال : سلوني فواللّه لا تسألوني عن شيء في مقامي هذا لآتيته لكم، فأشفق أصحاب رسول اللّه ( ﷺ ) أن يكون بين يدي أمر قد مضى، قال أنس : فجعلت لا ألتفت يميناً ولا شمالاً إلاّ وجدت رجلاً لافاً رأسه في ثوبه يبكي، فقام إليه رجل من قريش من بني تميم يقال له عبد اللّه بن حذافة : وكان يطعن في نسبه وكان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال : يا نبي اللّه من أبي ؟ قال : أبو حذافة بن قيس ).
قال الزهري : فقالت أم عبد اللّه بن حذافة : ما رأيت ولداً بأعق منك قط أكنت تأمن أن تكون أمك قد فارقت ما قارف أهل الجاهلية فتفضحها على رؤس الناس.
فقال : واللّه لو ألحقني بعبد أسود للحقته، فقام إليه رجل آخر فقال : يا رسول اللّه أين أنا ؟ قال : في النار.
فقام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقبل رجل رسول اللّه وقال : رضينا باللّه ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول اللّه حديثو عهد بالجاهلية والشرك فاعف عنا عفى اللّه عنك فسكن غضبه وقال :( أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار أنفاً في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر ).
وقال ابن عباس : كانوا قوم يسألون رسول اللّه ( عليه السلام ) إمتحاناً بأمره، واستهزاءً به، فيقول له بعضهم من أبي ؟ ويقول الآخر : أين أنا ؟ ويقول الآخر إذا خلت ناقته : أين ناقتي ؟ فأنزل اللّه تعالى هذه الآية


الصفحة التالية
Icon