" صفحة رقم ١٣٥ "
مقاتل : يعلم سر أعمالكم وجهرها، قال : وسمعنا أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد، محمد بن أحمد البلخي يقول : هو من مقاديم الكلام وتقديره وهو اللّه يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض فلا يخفى عليه شيء ) ويعلم ما تكسبون ( تعملون من الخير والشر
الأنعام :( ٤ ) وما تأتيهم من.....
) وما تأتيهم ( يعنى كفار أهل مكّة ) من آية من آيات ربهم ( مثل انشقاق القمر وغيره ) إلاّ كانوا عنها معرضين ( لها تاركين وبها مكذبين
الأنعام :( ٥ ) فقد كذبوا بالحق.....
) فقد كذبوا بالحق ( يعني القرآن وقيل : محمد عليه الصلاة والسلام ) لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ( أي أخبار استهزائهم وجزاؤه فهذا وعيد لهم فحاق بهم هذا الوعيد يوم يرونه
الأنعام :( ٦ ) ألم يروا كم.....
) ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ( يعني الأمم الماضية والقرن الجماعة من الناس وجمعه قرون، وقيل : القرن مدة من الزمان، يقال ثمانون سنة، ويقال : مائة سنة، ويكون معناه على هذا القول من أهل قرن ) مكّناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ( يعني أعطيناهم ما لم نعطكم.
قال إبن عباس : أمهلناهم في العمر والأجسام والأولاد مثل قوم نوح وعاد وثمود، ويقال : مكنته ومكنت له فجاء (...... ) جميعاً ) وأرسلنا السماء ( يعني المطر ) عليهم مدراراً (.
تقول العرب : مازلنا نطأ السماء حتى آتيناكم مدراراً أي غزيرة كثيرة دائمة، وهي مفعال من الدر، مفعال من أسماء المبالغة، ويستوي فيه المذكر والمؤنث.
قال الشاعر :
وسقاك من نوء الثريا مزنة
سعراً تحلب وابلاً مدراراً
وقوله :) ما لم نمكن لكم ( من خطاب التنوين كقوله تعالى :) حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم (.
وقال أهل البصرة : أخبر عنهم بقوله :) ألم يروا ( وفيهم محمد وأصحابه ثم خاطبهم، والعرب تقول : قلت لعبد اللّه ما أكرمه وقلت لعبد اللّه أكرمك ) وجعلنا الأنهار التي تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا ( وخلقنا وابتدأنا ) من بعدهم قرناً آخرين }
الأنعام :( ٧ ) ولو نزلنا عليك.....
) ولو نزلنا عليك كتاباً ( الآية.
وقال الكلبي ومقاتل : أنزلت في النضر بن الحرث وعبدالله بن أبي أمية ونوفل بن خويلد قالوا : يا محمد لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند اللّه ومعه أربعة من الملائكة يشهدون عليه أنه من عند اللّه وأنك رسول فأنزل اللّه عز وجل فلو نزلنا عليك كتاباً ) في قرطاس ( في


الصفحة التالية
Icon