" صفحة رقم ١٩٩ "
الإسراف ما لا يقدر على ردّه إلى الصلاح، والفساد ما يقدر على ردّه إلى الصلاح.
قال النضر بن شميل : الإسراف التبذير والإفراط، والسرف الغفلة والجهل. قال الشاعر :
أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية
مافي عطائهم منٌ ولا سرف
قال إياس بن معاوية : ما تجاوز أمر الله فهو سرف، وروى ابن وهب عن ابن زيد قال : الخطاب ( للمساكين ) يقول : لا تأخذوا فوق حقّكم.
الأنعام :( ١٤٢ ) ومن الأنعام حمولة.....
) ومن الأنعام ( يعني أنشأ من الأنعام ) حمولةً ( بمعنى كلّ ما محمّل عليها ويركب مثل كبار الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير، سمّيت بذلك لأنّها تحمل أثقالهم، قال عنترة :
ما دعاني إلا حمولة أهلها
وسط الديار ( تسف ) حب الخمخم
والحمولة الأحمال.
وقال أهل اللغة : الفعولة بفتح الفاء إذا كانت ( يعني ) الفاعل استوى فيه المذكّر والمؤنّث نحو قولك : رجل فروقة وامرأة فروقة للجبان والخائف، ورجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا، وإذا كانت بمعنى المفعول فرّق بين الذكر والأُنثى بالهاء كالخلويّة والزكويّة ) وفرشاً ( والفرش ما يؤكل ويجلب ولا يحمل عليه مثل الغنم والفصلان والعجاجيل، سمّيت فرشاً للطافة أجسامها وقربها من الفرش. هي الأرض المستوية، وأصل الفرش الخفة واللطافة ومنه فراشة العقل وفراش العظام، والفرش أيضاً نبت ملتصق بالأرض ( تأكله ) الإبل قال الراجز :
كمفشر الناب تلوك الفرشا
والفرش : صغار الأولاد من الأنعام
وقال الراجز :
أورثني حمولة وفرشاً
أمشها في كلّ يوم مشاً
) كلوا ممّا رزقكم الله ولا تتّبعوا خطوات الشيطان ( ما حرم الحرث الأنعام ) إنَّه لكم عدوٌّ مبين ( ثمّ بيّن الحمولة والفرش فقال :
الأنعام :( ١٤٣ ) ثمانية أزواج من.....
) ثمانية أزواج ( نصبها على البدل من الحمولة ( بالفرض ) يعني ( واحد من ) الأنعام ثمانية أزواج أي أصناف ) من الضأن اثنين ( فالذكر زوج والأُنثى زوج والضأن والنعاج جمعه، واحده : ضائن، والأُنثى : ضائنة، والجمع : ضوائن.
قرأ الحسن وطلحة بن مصرف : الضأن مفتوحة الهمزة، والباقون ساكنة الهمزة، تميم بهمزة وسائر لا بهمزة ) ومن المعز أثنين ( والمعز المعزى لا واحد له من لفظه، وأمّا الماعز


الصفحة التالية
Icon