" صفحة رقم ٢٠٠ "
فجمعه معيزة وجمع الماعزة مواعز، وقرأ أهل المدينة والكوفة : من المعز ساكنة العين والباقون بالفتح، وفي مصحف أُبيّ : من المعزى، وقرأ أبان بن عثمان : من الضأن اثنان ومن المعز اثنين، قل يا محمد :) الذكرين ( حرّم الله عليكم ؟ ذكر الضأن ) حرم أم الأنثيين ( والمعز ؟ أم أُنثييهما ( والنصب ) قوله ) ألذكرين حرم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين ( منهما ) نبئوني بعلم إن كنتم صادقين (
الأنعام :( ١٤٤ ) ومن الإبل اثنين.....
) ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قلّ الذّكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين (.
وذلك أنّهم كانوا يقولون هذه أنعام ( وحرث حجر )، وقالوا : أمّا في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا، فحرّموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام. فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبيّ ( ﷺ ) وكان خطيبهم يومئذ مالك بن عوف وأبو النضر ( النصري ) فقال : يا محمد ( رأينا ) أنّك تحرّم ما كان أباؤنا يفعلونه ؟
فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) إنكم قد حرّمتم أصنافاً من النعم على ( غير........ ) إن الله خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها فمن أين حرمت ذكران هذه النعم على نسائكم دون رجالكم ؟
فإن زعمتم أن تحريمه من أجل الذكران وجب أن تحرموا كل ذكر، لأن للذكر فيها حظاً، وإن زعمتم أنّ تحريمه من جهة الأنثى وجب أن تحرموا كل انثى لأن للأناث فيها حظّاً، وإن زعمتم أن تحريمه لإجتماع الذكر والأنثى فيه وما اشتمل الرحم عليه وجب أن تحرّموا الذكر والأنثى والحي والميّت، لأنَّه لا يكون ولد إلاّ من ذكر وأنثى ولا يشتمل الرحم إلاّ على ذكر وأنثى، فَلِم تحرمون بعضاً وتحّلون بعضاً ؟ فسكت.
فلما لزمته الحجّة أخذ بالإفتراء على الله فقال : كذا أمرنا الله فقال الله تعالى ) أم كنتم شهداء ( ( حضوراً ) ) إذ وصاكم الله بهذا ( ) فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليُضل الناس بغير علم إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين (.
٢ ( ) قُل لاَ أَجِدُ فِى مَآ أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَآ أَوِ الْحَوَايَآ أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذاَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ فَإِن


الصفحة التالية
Icon