" صفحة رقم ٣٧٣ "
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ( ٢
الأنفال :( ٦٨ ) لولا كتاب من.....
) لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ ( الآية، قال ابن عباس كانت الغنائم قبل أن يُبعث النبي ( ﷺ ) حرام على الأنبياء والأُمم كلهم كانوا إذا أصابوا مغنماً جعلوه للنيران وحرّم عليه أن يأخذوا منه قليلاً أو كثيراً، وكان الله عز وجل كتب في أم الكتاب أن الغنائم والأُسارى حلال لمحمد وأُمته، فلمّا كان يوم بدر أسرع المؤمنون في الغنائم، فأنزل الله تعالى ) لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ ( لولا قضاء من الله سبق لكم يا أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله تعالى أحل لكم الغنيمة.
وقال الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وابن زيد : لولا كتاب من الله سبق أنه لا يعذِّب أحداً شهد بدر مع النبي ( ﷺ ) وقال : لولا كتاب سبق أن يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر، وقال ابن جريج : لولا كتاب من الله سبق أنه لايضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم مايتقون، وأنه لايأخذ قوماً فعلوا شيئاً بجهالة ) لَمَسَّكُمْ ( لنالكم وأصابكم ) فِيمَا أخَذْتُمْ ( من الغنيمة والفداء قبل أن يؤمروا به ) عَذَابٌ عَظِيمٌ (.
روى محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال : قال رسول الله ( ﷺ ) لأصحابه في أسارى بدر :( إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم، واستشهد منكم بعدّتهم )، وكانت الاسارى سبعون. فقالوا : بل نأخذ الفداء ونتمتع به ونقوى على عدونا ويستشهد منا بعدتهم، قال عبيدة طلبوا الخيرتين كليهما فقتل منهم يوم أحد سبعون، قال ابن إسحاق وابن زيد : لم يكن من المؤمنين أحد ممن حضر إلاّ أحب الغنائم إلا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) جعل لا يلقى أسيراً إلا ضرب عنقه، وقال لرسول الله : ما لنا والغنائم نحن قوم نجاهد في دين الله حتى يُعبد الله، وأشار على رسول الله بقتل الأسرى، وسعد بن معاذ قال : يا رسول الله كان الإثخان في القتل أحب إليّ من استبقاء الرجال، فقال رسول الله ( ﷺ ) لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ فقال الله
الأنفال :( ٦٩ ) فكلوا مما غنمتم.....
) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( همام بن منبه قال : هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن محمدقال : قال ( ﷺ ) ( لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا ) ذلك أن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا.
عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( أعُطيت خمساً لم يُعطهنَّ نبي قبلي من الأنبياء وجُعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً ولم يكن نبي من الأنبياء يصلي حتى بلغ محرابه وأُعطيت الرعب مسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين شهر فيقذف الله الرعب في قلوبهم وكان النبي ( ﷺ ) يبعث إلى خاصة قومه، وبعثت إلى الجن والإنس، وكان الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله، وأمرت أن أقاسمها في فقراء أمتي ولم يبقَ نبي إلا قد أُعطي سؤله وأُخّرت


الصفحة التالية
Icon