" صفحة رقم ٥٩ "
اللّه ( ﷺ ) فصلّى الصبح ثم مضى إلى أبي هريرة وهو في غمار أصحابه فلما استغفر عرفه الناس فقاموا إليه، فقال : لا سبيل لكم عليّ جئت تائباً من قبل أن تقدروا عليَّ.
فقال أبو هريرة : صدق، وأخذ بيده حتى أتى مروان بن الحكم في إمرته على المدينة في زمن معاوية، فقال : هذا عليّ جاء تائباً ولا سبيل لكم عليه فترك، وخرج عليّ تائباً مجاهداً في سبيل اللّه في البحر فلقوا الروم فقربوا سفينة إلى سفينته من سفنهم فاقتحم على الروم في سفينتهم فهربوا إلى شقها الآخر فمالت ثم أوقعهم فغرقوا جميعاً.
المائدة :( ٣٥ ) يا أيها الذين.....
) ياأيها الذين آمنوا اتقوا اللّه وابتغوا إليه الوسيلة ( واطلبوا إليه القربة وهي ( في الأصل ما يتوصّل به إلى الشيء ويتقرّب به، يقال : وسل إليه وسيلة وتوسّل )، وجمعها وسائل.
قال الشاعر :
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا
وعاد التصافي بيننا والوسائل
قال عطاء : الوسيلة أفضل درجات الجنة. وقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( الوسيلة أفضل درجات الجنة ). وقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( سلوا الله لي الوسيلة فإنها أفضل درجة في الجنة لا ينالها إلاّ عبد واحد وأرجوا أن أكون أنا هو ).
وروى سعيد بن طريف عن الأصمعي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :( في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش إحداهما بيضاء والأخرى صفراء في كل واحد منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد فالبيضاء واسمها الوسيلة لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته والصفراء لإبراهيم ( عليه السلام ) وأهل بيته ).
المائدة :( ٣٦ ) إن الذين كفروا.....
) إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تُقبل منهم ولهم عذاب أليم ( روى أنس عن النبي ( ﷺ ) قال :( يقال للكافر يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبٌ تفتدى به فيقول : نعم، فيقال : قد سألت أيسر من ذلك ).