" صفحة رقم ٧٨ "
بكر ( رضي الله عنه ) خالد بن الوليد إليه في جيش كثير حتى أهلكه اللّه على يدي وحشي غلام مطعم بن عدي الذي قتل حمزة بن عبد المطلب بعد حرب صعب شديد وكان وحشي : يقول قتلت خير الناس في الجاهلية وقتلت شر الناس في الإسلام.
والفرقة الثالثة : بنو أسد ورئيسهم طليحة بن خويلد وكان طليحة آخر من ارتدّ فادعى النبوة في حياة رسول اللّه ( ﷺ )، وأول من قُتل بعد وفاته ( عليه السلام ) من أهل الردة، فعسكر واستكشف أمره فبعث إليه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) خالد بن الوليد فهزموهم بخالد بعد قتال شديد وأفلت طليحة ومرّ على امرأته هارباً نحو الشام فلجأ إلى بني جفنة فأجاروه ثم إنه أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، فهذه الثلاث الذين ارتدّت على عهد رسول اللّه ( ﷺ ) وأما السبعة الذين ارتدّوا بعد وفاة رسول الله ( ﷺ ) في خلافة أبي بكر ( رضي الله عنه )، لما مات رسول اللّه ( عليه السلام ) شمتت اليهود والنصارى وأظهر النفاق من كان يخفيه وماج الناس وكثر القيل والقال. وارتدت العرب على أعقابها، فارتدت فزار ورأسوا عليهم عيينة بن عين بن بدر، وارتدت غطفان، وأمّروا عليهم قرّة بن سلمة القسري، وارتدت بنو سليم ورأسوا عليهم النجاخ ابن عبد ياليل، وارتدت بنو يربوع ورأسوا عليهم مالك بن نويرة. وارتدت طائفة أخرى من بني تميم ورأسوا إمرأة منهم يقال لها : سجاح بنت المنذر وادّعت النبوّة ثم إنها زوّجت نفسها من مسيلمة الكذّاب.
وارتدت كندة ورأسوا على أنفسهم الأشعث بن قيس. وارتدت بنو بكر بن وائل بأرض البحرين ورأسوا عليهم الحطم بن زيد فلقى اللّه أمر هؤلاء المرتدّين ونصر دينه على يدي أبي بكر ( رضي الله عنه ) وأما الذي كان على عهد عمر ( رضي الله عنه ) رأسهم الغاني وأصحابه، وأخبار أهل الردة مشهورة في التواريخ مسطورة يطول بذكرها الكتاب.
) فسوف يأتي اللّه بقوم يحبّهم ويحبونه ( قال علي بن أبي طالب والحسن وقتادة : هم أبو بكر وأصحابه، مجاهد : هم أهل اليمن، وقال غياض بن غنم الأشعري : لما نزلت هذه الآية أومى رسول اللّه ( ﷺ ) إلى أبي موسى الأشعري فقال : هم قوم هذا.
قال النبي عليه الصلاة والسلام :( أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الإيمان يماني والحكمة يمانية ).
الكلبي : هم أحياء من اليمن ألفان من النخع وخمسة ألآف من كندة وبجيلة وثلاث آلاف من سائر الناس فجاهدوا في سبيل اللّه بالقادسية