" صفحة رقم ٩٩ "
وكان رسول اللّه ( ﷺ ) يراه عليها وعندها فلا ينكره، فقالت : أم حبيب : فخرجنا في سفينتين وبعث النجاشي معنا الملاحين حتى قدمنا الجار ثم ركبنا الظهر إلى المدينة فوجدنا رسول اللّه ( ﷺ ) بخيبر فخرج من خرج إليه وأقمت بالمدينة حتى قدم رسول اللّه ( ﷺ ) فدخلت عليه وكان يسألني عن النجاشي وقرأت عليه من أبرهة السلام فرد رسول اللّه ( ﷺ ) وقال :( لا أدري أنا بفتح خيبر أشد أم بقدوم جعفر ) وأنزل اللّه تعالى ) عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتهم منهم مودة ( يعني أبا سفيان مودة بتزويج أم حبيبة ( فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب النبي ( ﷺ ) إنّ محمّداً قد نكح ابنتك قال : ذاك الفحل لا يقرع أنفه ).
وبعث النجاشي بعد قدوم جعفر إلى رسول اللّه ( ﷺ ) إبنه أرها بن أصحمة مع ستين رجلاً من الحبشة، وكتب إليه : يا رسول اللّه أشهد أنّك رسول اللّه صادقاً مصدقاً وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت للّه رب العالمين، وقد بعثت إليك أرها وإن شئت أن آتيك بنفسي فعلت والسلام عليكم يا رسول اللّه.
فركبوا سفينة مع جعفر وأصحابه، حتى إذا كانوا في وسط البحر غرقوا ورأى جعفر وأصحابه رسول اللّه في سبعين رجلاً عليهم ثياب الصوف منهم إثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام وهم خيرة الحبشة الراهب وأبرهة وإدريس وأشرف وتمام ومريد وأيمن فقرأ عليهم رسول اللّه ( ﷺ ) سورة يس إلى آخرها فبكوا. حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا : جئتنا بما كان ينزل على عيسى ( عليه السلام ) فأنزل اللّه تعالى فيهم ) لتجدن أشد الناس عداوة ( إلى قوله ) النصارى ( يعني وفد النجاشي الذين غرقوا مع جعفر بن أبي طالب وهم السبعون وكانوا أصحاب الصوامع.
وقال مقاتل والكلبي : كانوا أربعين رجلاً إثنان وثلاثون في الحبشة وثمانية من أهل الشام.
عطاء : كانوا ثمانين رجلاً أربعون رجلا من أهل نجران من بني الحرث بن كعب وإثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية روميّون من أهل الشام.
وقال قتادة : نزلت في ناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من أهل الحق وكانوا لعيسى يؤمنون به وينتهون إليه فلما بعث اللّه محمداً صدّقوه وآمنوا به فأثنى اللّه عليهم ذلك ) بأن منهم قسيسين (، أي علماء.
قال قطرب : القس والقسيس العالم بلغة الروم.
وقال ورقة :