" صفحة رقم ١٧ "
والمكروه منهم. قال مجاهد والسدي : أراد صدور خزاعة حلفاء رسول الله ( ﷺ )
التوبة :( ١٥ ) ويذهب غيظ قلوبهم.....
) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ( كربها ووجدها بمعونة قريش نكداً عليهم.
ثم قال مستأنفاً ) وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ( يهديه للاسلام كما فعل بأبي سفيان، وعكرمة ابن أبي جهل وسهيل بن عمرو ) وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( وقرأ الاعرج وعيسى وابن أبي إسحاق : ويتوب على النصب على الصرف.
التوبة :( ١٦ ) أم حسبتم أن.....
قوله ) أمْ حَسِبْتُمْ ( أظننتم، وإنما دخل الميم لأنه من الاستفهام المعترض بين الكلام فأُدخلت فيه أم ليفرّق بينه وبين الاستفهام والمبتدأ، واختلفوا في المخاطبين بهذه الآية : قال الضحاك عن ابن عباس قال : يعني بها قوماً من المنافقين كانوا يتوسلون إلى رسول الله ( ﷺ ) بالخروج معه للجهاد دفاعاً وتعذيرا والنفاق في قلوبهم.
وقال سائر المفسرين : الخطاب للمؤمنين حين شقّ على بعضهم القتال وكرهوه فأنزل الله تعالى ) أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تُتْرَكُوا ( ولا تُؤمروا بالجهاد ولا تُمتحنوا ليظهر الصادق من الكاذب، والمطيع من العاصي ) وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ ( في تقدير الله، والألف صلة ) جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ( بطانة وأولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم، وقال قتادة وليجة : خيانة وقال الضحّاك : خديعة، وقال ابن الأنباري : الوليجة قال : خيانة، والولجاء الدخلاء، وقال الليثي : خليطاً ورِدأً.
وقال عطاء : أولياء، وقال الحسن : هي الكفر والنفاق، وقال أبو عبيدة : كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون في القوم وليس منهم وليجة، وأصله من الولوج ومنه سمي ( الكناس ) الذي يلج فيه الوحش تولجاً. قال الشاعر :
من زامنها الكناس تولّجاً
فوليجة الرجل من يختصه بدخلة منها دون الناس يقال : هو وليجتي وهم وليجتي للواحد وللجميع. وأنشد أبان بن تغلب :
فبئس الوليجة للهاربين
والمعتدين وأهل الريب
) وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( قراءة العامة بالتاء متعلق بالله بقوله :) أمْ حَسِبْتُمْ ( وروى الحسن عن أبي عمرو بالياء ومثله روى عن يعقوب أيضاً.
التوبة :( ١٧ ) ما كان للمشركين.....
) مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ ( قال ابن عباس : لمّا أُسر أبي يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيّروه بكفره بالله عز وجل وقطيعة الرحم وأغلظ عليٌّ له القول، فقال العباس :


الصفحة التالية
Icon