" صفحة رقم ١٧٤ "
هود :( ٥٠ ) وإلى عاد أخاهم.....
) وإلى عاد ( أي فأرسلنا إلى عاد ) أخاهم هوداً ( في النسب لا في الدين ) قال يا قوم اعبدوا الله ( وحّدوا الله وأكثروا العبادة في القرآن بمعنى التوحيد ) ما لكم من إله غيره إن أنتم إلاّ مفترون ( ما أنتم في إشراككم معه الأوثان إلاّ كاذبون.
هود :( ٥١ ) يا قوم لا.....
) يا قوم لا أسألكم عليه ( على تبليغ الرسالة ولا أبتغي جعلا ) إن أجري إلاّ على الذي فطرني ( والفطرة ابتداء الخلقة ) أفلا تعقلون ( وذلك أن الأمم قالت للرسل : ما تريدون إلاّ أن تأخذوا أموالنا فقالت الرسل لهم هذا.
هود :( ٥٢ ) ويا قوم استغفروا.....
) ويا قوم استغفروا ربكم ( أي آمنوا به يغفر لكم، والإستغفار هنا بمعنى الإيمان ) ثم توبوا إليه ( من عبادتكم غيره وسالف ذنوبكم، وقال الفرّاء : معناه وتوبوا إليه لأن التوبة استغفار والاستغفار توبة.
) يُرسل السماء عليكم مدراراً ( متتابعاً، وقال مقاتل بن حيان وخزيمة بن كيسان : غزيراً كثيراً.
) ويزدكم قوة إلى قوتكم ( شدّة مع شدّتكم، وذلك أن الله حبس عنهم القطر في سنين وأعقم أرحام نسائهم ثلاث سنين فقال لهم هود : إن آمنتم أحيا الله بلادكم ورزقكم المال والولد.
) ولا تتولوا ( ولا تدبروا مشركين
هود :( ٥٣ ) قالوا يا هود.....
) قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنة ( بيان وبرهان على ما تقول فنقر ونسلّم لك ) وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ( أي بقولك، والعرب تضع الباء موضع عن، وعن موضع الباء.
) وما نحن لك بمؤمنين ( بمصدّقين
هود :( ٥٤ ) إن نقول إلا.....
) إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوء ( يعني لست تتعاطى ما تتعاطاه من مخالفتنا وسبّ آلهتنا إلاّ أن بعض آلهتنا اعتراك وأصابك بسوء، بل جنون، وهذيان، هو الذي يحملك على ما تقول وتفعل، ولا نقول فيك إلاّ هذا ولا نحمل أمرك إلاّ على هذا، فقال لهم هود :) إني أُشهد الله ( على نفسي ) واشهدوا أني بريء مما تشركون }
هود :( ٥٥ ) من دونه فكيدوني.....
) من دونه ( يعني الأوثان ) فكيدوني جميعاً ( فاحتالوا جميعاً في ضرّي ومكري أنتم وأوثانكم ) ثم لا تنظرون }
هود :( ٥٦ ) إني توكلت على.....
) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلاّ هو آخذ بناصيتها (.
قال الضحاك : يحييها ويميتها، قال الفرّاء : مالكها والقادر عليها، قال القتيبي : يقهرها لأن من أخذت بناصيته فقد قهرته، قال ابن جرير : إنما خصّ الناصية لأن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنساناً بالذلة والخضوع فيقولون : ما ناصية فلان إلاّ بيد فلان أي إنه مطيع له يصرفه كيف شاء، وكانوا إذا أسروا الأسير فأرادوا اطلاقه والمنّ عليه جزوا ( ناصيته ) ليغتروا بذلك فخراً عليه، فخاطبهم بما يعرفون في كلامهم.


الصفحة التالية
Icon