" صفحة رقم ١٨٠ "
لُوطاً سِىءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَاذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ ياقَوْمِ هَاؤُلاءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِىإِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالُواْ يالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِى مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( ٢
هود :( ٧٤ - ٧٥ ) فلما ذهب عن.....
) فلما ذهب عن إبراهيم الروع ( الخوف ) وجاءته البشرى ( بإسحاق ويعقوب ) يجادلنا ( في (....... ) لأنّ إبراهيم لا يجادل ربّه إنّما يسأله ويطلب إليه.
وقال عامّة أهل التفسير معناه يجادل رسلنا وذلك أنهم لما قالوا : إنا مهلكوا أهل هذه القرية، قال لهم : أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم ؟ قالوا لا، فقال إبراهيم : وأربعون ؟
قالوا : لا، قال : أو ثلاثون ؟ قالوا : لا، قال : حتى بلغ عشرة، قالوا : لا، فقال : خمسة قالوا : لا، قال : أرأيتم إن كان فيها رجل مسلم أتهلكونه ؟ قالوا : لا، فقال إبراهيم عند ذلك : إن فيها لوطاً، فقالوا : نحن أعلم بمن فيها لننجّينه وأهله إلاّ امرأته كانت من الغابرين.
قال ابن جريج : وكان في قرى لوط أربعة آلاف ألف، قال قتادة : في هذه الآية لا يرى مؤمن إلاّ لوط المؤمن، فقالت الرسل عند ذلك لإبراهيم :
هود :( ٧٦ ) يا إبراهيم أعرض.....
) يا إبراهيم أعرض عن هذا ( أي دع عنك الجدال، وأعرض عن هذا المقال ) إنه قد جاء أمر ربك ( عذاب ربك ) وإنهم آتيهم ( نازل بهم، يعني قوم لوط ) عذاب غير مردود ( غير مدفوع ولا ممنوع.
هود :( ٧٧ ) ولما جاءت رسلنا.....
) ولمّا جاءت رسلنا ( يعني الملائكة ) لوطاً سيء بهم ( حزن لمجيئهم، يقال : سؤته فسيء مثل شغلته فانشغل، وسررته فانسر ) وضاق بهم ذرعاً ( قلباً ) وقال هذا يوم عصيب ( شديد، ومنه عصبصب، كالعصب به الشر والبلاء أي شدّ ومنه عصابة الرأس، قال عدي بن زيد :
وكنت لزاز خصمك لم أعرد
وقد سلكوك في يوم عصيب
وقال آخر :
وانك إلاّ تُرض بكر بن وائل
يكن لك يوم بالعراق عصيب