" صفحة رقم ١٩ "
سجدوا لأصنامهم فلم يزيدوا بذلك من الله إلاّ بعداً، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ) أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (.
التوبة :( ١٨ ) إنما يعمر مساجد.....
ثم قال :) إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ ( قرأ العامة بالألف، وقرأ الجحدري : مسجد الله أراد المسجد الحرام ) مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إلاَّ اللهَ ( ( لأنّ عسى ) من الله واجب ) فَعَسَى أُوْلَئِكَ أنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ ( روى أبو سعيد الخدري عن النبي ( ﷺ ) إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله عز وجل يقول ) إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر (
( ٤ ).
) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاَْخِرِ وَجَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( ٢
التوبة :( ١٩ ) أجعلتم سقاية الحاج.....
) أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ( ( أي أهل سقاية ).
عن معاوية بن سلام عن زيد ابن أبي سلام عن النعمان بن بشير، قال : كنت عند منبر رسول الله ( ﷺ ) قال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد سقي الحاج، قال الآخر : لا أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أعمر المسجد الحرام، وقال الآخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت دخلت واستفتيت رسول الله فيما اختلفتم فيه فقال : فأنزل الله ) أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ ( إلى قوله ) القَوْمَ الظَّالِمِينَ (.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. قال : قال العباس بن عبد المطلب : لئن كنتم سبقتمونا بالهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد ونسقي الحاج، فأنزل الله تعالى هذه الآية، يعني : إن ذلك كان في الشرك ولا أقبل ما كان في الشرك. عطية العوفي قال : إن المشركين قالوا : إعمار بيت الله والقيام على السقاية خير ممّن آمن وجاهد، وكانوا يفتخرون بالحرم من أجل أنهم أهله وعُمّاره، فأنزل الله هذه الآية وأخبرهم أن عمارتهم المسجد الحرام وقيامهم على


الصفحة التالية
Icon