" صفحة رقم ٢٤٠ "
َّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا وَالّعِيْرَ الَّتِىأَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( ٢
يوسف :( ٧٢ ) قالوا نفقد صواع.....
) قالوا نفْقُدُ صُواعَ المَلِك ( واختلف القُرّاء في قراءة ذلك، فروى قثم عن داود بن أبي هند عن مولى بني هاشم عن أبي هُريرة أنّه قرأ صاع الملك، وقرأ أبو رجاء صوع، وقرأ يحيى بن معمر صوغ بالغين، ( فإنّه ) وجهنا إلى مصر، صاغ يصوغ صوغاً، وجمع الصواع صيعاً، وجمع صاع أصواع.
) وَلِمَنْ جاء بِهِ حِمْلُ بَعِيْر ( من الطعام ) وَأَنا بهِ زعيم ( كفيل يقوله المؤذّن، وأصل الزعيم : القائم بأمر القوم، ويُقال للرئيس زعيم، يُقال : زعم، زعامة وزعاماً، قالت ليلى الأخيلية :
حتى إذا رفع اللواء رأيتُه
تحت اللواء على الخميس زعيماً
يوسف :( ٧٣ ) قالوا تالله لقد.....
و ) قالوا ( يعني اخوة يوسف، ) تالله ( أي والله، أصلها الواو قلبت تاء كما فعل القراء في التقوى والتكلان والتراب والتخمة، وأصلها الواو، والواو في هذه الحروف كلّها حرف من الأسماء، وليست كذلك في تالله لأنّها إنّما هي واو القسم وإنّما جعلت بالكثرة ما جرى على ألسن العرب، وهم زعموا أنّ الواو من نفس الحرف فقلبوها تاء، ووضعت في هذه الكلمة الواحدة دون غيرها من أسماء الله تعالى.
) لَقَد عَلِمْتُم ما جِئْنا لِنُفْسِدَ في الأَرْضِ وما كُنّا سارِقِين ( فإن قيل : من أين علموا ذلك ؟ الجواب عنه : قال الكلبي قال : إن فتى يوسف وهو المؤذّن قال لهم : إنّ الملك ائتمنني بالصاع وأخاف عقوبة الملك، فلي اليوم عنده مقولة حسنة، فإن لم أجده تخوّفت أن تسقط منزلتي وأفتضح في مصر، قالوا : لقد علمتم ما جئنا لنفس في الأرض إنا منذ قطعنا هذا الطريق لم ننزل عند أحد ولا أفسدنا شيئاً وسلوا عنا من مررنا به، هل ضررنا أحداً ؟ أو هل أفسدنا شيئاً ؟ وإنّا قد رددنا الدراهم كما وجدنا في رحلنا، فلو كنّا سارقين ما رددناها.
قال فتى يوسف : إنّه صواع الملك الأكبر الذي يكتال فيه، وقال بعضهم : إنّما قالوا ذلك لأنّهم كانوا معروفين أنّهم لا يتناولون ما ليس لهم، وقيل : إنّهم كانوا حين دخلوا مصر كمّوا أفواه دوابهم لكي لا تتناول من حروث الناس.
فإن قيل : كيف استجاز يوسف تسميتهم سارقين