" صفحة رقم ٨٧ "
فليكثر ذكر الله تعالى
التوبة :( ١٠١ ) وممن حولكم من.....
) وممن حولكم من الأعراب منافقون ( نزلت في مزينة وجهينة وأسلم وأشجع وغفار وكانت منازلهم حول المدينة ) ومن أهل المدينة ( فيه اختصار وإضمار تقديره ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، أي مرّنوا وتربّوا عليه يُقال : تمرّد فلان على ربّه ومرد على معصيته أي مرن وثبت عليها واعتادها ومنه : تمريد ومارد وفي المثل : تمرّد مارد وعزّ الإباق، وقال ابن إسحاق : لجّوا فيه وأبوا غيره، وقال ابن زيد وابان بن تغلب : أقاموا عليه ولم يتوبوا كما تاب الآخرون، وأنشد الشاعر :
مرد القوم على حيهم
أهل بغي وضلال وأشر
) لا تعلمهم ( أنت يا محمد ) نحن نعملهم ( قال قتادة في هذه الآية : ما بال أقوام يتكلّفون على الناس يقولون فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال : لا أدري أخبرني أنت بنفسك أعلم منك بأعمال الناس ولقد تكلفت شيئاً ما تكلفه الأنبياء قبلك قال نبي الله نوح ( عليه السلام ) :) وما علمي بما كانوا يعملون ( وقال نبي الله شعيب ( عليه السلام ) :) وما أنا عليكم بحفيظ ( وقال الله لنبيه عليه السلام :) لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ( واختلفوا في هذين العذابين وروي عن أبي مالك عن ابن عباس قال : قام رسول الله ( ﷺ ) خطيباً يوم الجمعة فقال :( أخرج يا فلان فإنك منافق. اخرج يا فلان فإنك منافق ).
فأخرج من المسجد ناساً وفضحهم فهذا العذاب الأول، والثاني عذاب القبر.
وقال مجاهد : بالجوع وعذاب القبر، وعنه أيضاً : بالجوع والقتل وعنه بالجوع مرّتين، وعنه : بالخوف والقتل.
وقال قتادة : عذاب الدنيا وعذاب القبر، وفيه قصة الأثني عشر في حديث حذيفة.
وقال ابن زيد : المرّة الأولى المصائب في الأموال والأولاد، والمرة الأخرى في جهنم.
وقال ابن عباس : إن المرة الأولى إقامة الحدود عليهم والثاني عذاب القبر.
قال الحسن : إحدى المرتين أخذ الزكاة من أموالهم والأخرى عذاب القبر، فيقول تفسيره في سورة النحل ) ثم يردون إلى عذاب عظيم (.
وقال ابن إسحاق : هو ما يدخل عليهم في الإسلام، ودخولهم من غير حسبة ثمّ عذابهم في القبور إذا صاروا إليها ثمّ العذاب العظيم في الآخرة والخلد فيه.