" صفحة رقم ٨٨ "
وفي بعض التفاسير : الاولى ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم والأخرى عذاب القبر.
وقيل : تفسيره في سورة النحل ) زدناهم عذاباً فوق العذاب (.
وقال مقاتل بن حيان : الأول بالسيف يوم بدر والثاني عند الموت.
معمر عن الزهري عن الحسن قال : عذاب النبي وعذاب الله. يعني بعذاب النبي ( ﷺ ) قوله تعالى :) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتّلوا تقتيلاً (. قال عطاء : الأمراض في الدنيا والآخرة فإن من مرض من المؤمنين كفّر الله سيّئاته ومحض ذنوبه فأبدله لحماً من لحمه ودماً كثيراً من دمه وأعقبه ثواباً عظيماً، ومن مرض من المنافقين زاده الله نفاقاً وإثماً وضعفاً كما قال في هذه السورة :) أو لا يرون أنهم يُفتنون في كل عام ( يريد أنهم يمرضون في كل عام مرة أو مرتين فيردّون إلى عذاب عظيم شديد فظيع.
وقال الربيع : بلايا الدنيا وعذاب الآخرة ثم يردون إلى عذاب عظيم عذاب جهنم.
وقال إسماعيل بن زياد : أحد العذابين ضرب الملائكة والوجوه والأدبار، والثاني عند البعث يوكل بهم عتق من النار.
وقال الضحاك : مرّة في القبر ومرّة في النار، وقيل : المرّة الاولى بإحراق مسجدهم مسجد ضرار والثانية بإحراقهم بنار جهنم، وقيل : مرّة بإنفاق أموالهم ومرّة بقتلهم بالسيف إن أظهروا مافي قلوبهم.
التوبة :( ١٠٢ ) وآخرون اعترفوا بذنوبهم.....
) وآخرون ( يعني ومن أهل المدينة آخرون أو من الأعراب وليس براجع إلى المنافقين ) اعترفوا ( أقرّوا بك وبربّهم ) خلطوا عملاً صالحاً ( وهو إقرارهم وتوبتهم ) وآخر سيئاً ( أي بعمل سيّء وضع الواو موضع الياء فكما يُقال : إستوى الماء والخبث أي بالخبث وخلطت الماء واللبن أي باللبن فالعمل السيء تخلفهم عن رسول الله ( ﷺ ) وتركهم الجهاد ) عسى الله أن يتوب عليهم ( وعسى ولعل من الله واجب وهما حرف ترجّ.
) إن الله غفور رحيم ( نزلت هذه الآية في قوم كانوا تخلفوا عن رسول الله ( ﷺ ) في غزوة تبوك ثم ندموا عليه وتذمموا، وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله ( ﷺ ) في الجهاد والله لنوثقنّ أنفسنا بالقيود في أيدينا حتى يكون رسول الله ( ﷺ ) هو الذي يطلقنا أو يعذبنا، وبقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله ( ﷺ ) مرّ بهم فرآهم فقال : مَن هؤلاء ؟ قالوا : تخلّفوا عنك فعاهدوا الله ألاّ يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم