" صفحة رقم ١٨ "
ويروى إن عمر بن الخطاب ( ح ) كان إذا أعطى لرجل من المهاجرين عطاء يقول : خذ بارك الله لك فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ذخر لك في الآخرة أفضل، ثمّ تلا هذه الآية.
وقال بعض أهل المعاني : مجاز قوله تعالى :) لنبوّئنّهم في الدنيا حسنة ( ليحسنّن إليهم في الدنيا. ) وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
النحل :( ٤٢ ) الذين صبروا وعلى.....
) الَّذِينَ صَبَرُوا ( في الله على ما نابهم ) وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
النحل :( ٤٣ ) وما أرسلنا من.....
وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلاَّ رِجَالا نُوحِي إلَيْهِمْ ( الآية نزلت في مشركي مكة حين أنكروا نبوة محمّد ( ﷺ ) وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً فهّلا بعثت إلينا ملكاً.
) فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ ( يعني هم أهل الكتاب ) إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
النحل :( ٤٤ ) بالبينات والزبر وأنزلنا.....
) بِالبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ( فإن قيل : ما الجالب لهذه الباء ؟
قيل : قد اختلفوافي ذلك : فقال بعضهم : هي من صلة أرسلنا و ) إلا ( بمعنى غير، مجازه : وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر غير رجال يوحى إليهم ولم نبعث ملائكة. وهذا كما تقول : ماضرب إلاّ أخوك عمر، وهل كلم إلاّ أخوك زيداً، بمعنى ماضرب عمر غير أخيك، هل كلم زيداً غير أخيك.
قال أوس بن حجر :
أبني لبيني لستمُ بيد
إلا يد ليست لها عضد.
يعني غير يده، قال الله ) لو كان فيهم آلهة إلاّ الله لفسدتا ( أي غير الله.
وقال بعضهم : إنما هذا على كلامين، يريد : وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً أرسلنا بالبينات والزبر ويشهد على ذلك بقول الأعمش :
وليس مجيراً إن أتى الحي خائف
ولا قائلا إلاّ هو المتعيّبا
يقول : لو كان بذلك على كلمة لكان خطأ من سفه القائل، ولكن جاء ذلك على كلامين كقول الآخر :
نبّئتهم عذّبوا بالنار جارهم
وهل يعذّب إلاّ الله بالنار
وتأويل الكلام : وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر