" صفحة رقم ١٩ "
) وَأنزَلْنَا إلَيْكَ الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون }
النحل :( ٤٥ ) أفأمن الذين مكروا.....
) أفأمن الذين مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ ( يعني نمرود بن كنعان وغيره من الكفار وأهل الأوثان ) أنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرْضَ أوْ يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ }
النحل :( ٤٦ ) أو يأخذهم في.....
) أوْ يَأخُذَهُمْ ( العقاب ) فِي تَقَلُّبِهِمْ ( تصرفهم في أسفارهم بالليل والنهار ) فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ( مسابقي الله
النحل :( ٤٧ ) أو يأخذهم على.....
) أوْ يَأخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّف (.
قال الضحاك والكلبي :) أو يأخذهم على تخوّف ( يعني يأخذ طائفة ويدع فتخاف الطائفة الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها.
وقال سائر المفسرين : التخوّف : التنقّص، يعني ينقص من أطرافهم ونواصيهم الشيء بهذا الشيء حتّى يهلك جميعهم.
يقال : تخوّف مال فلان الإنفاق، إذا انتقصه وأخذه من حافاته وأطرافه.
وقال الهيثم بن عدي : هي لغة لازد شنوءة، وأنشد :
تخوّف عدوهم مالي وأهدى
سلاسل في الحلوق لها صليل
قال سعيد بن المسيب : بينما عمر بن الخطاب ( ح ) على المنبر فقال : يا أيها الناس ما تقولون في قول الله :) أو يأخذهم على تخوّف ( فسكت الناس، فقام شيخ فقال : يا أمير المؤمنين هذه لغتنا في هذيل، التخوّف : التنقص، فقال عمر : وهل تعرف العرب ذلك في أشعارهم قال : نعم، قال شاعرنا أبو كبير الهذلي :( يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه ).
تخوّف السير منها تامكاً قرداً
كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر :
يا أيها الناس عليكم بديوانكم الجاهلية
فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم
) فَإنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ( يعني لم يعجّل العقوبة
النحل :( ٤٨ ) أو لم يروا.....
) أوَ لَمْ يَرَوْا ( قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى والأعمش :( تروا ) بالتاء على الخطاب، وقرأ الآخرون بالياء خبراً عن الذين مكروا السيئات وهو اختيار الأئمة


الصفحة التالية
Icon