" صفحة رقم ٢٢١ "
مريم :( ٥٨ ) أولئك الذين أنعم.....
) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح ( في السفينة ) وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا ( إلى الإسلام ) وَاجْتَبَيْنَا ( على الأنام ) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمانِ ( يعني القرآن ) خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ( جمع باك تقديره من الفعل فعول مثل ساجد وسجود وراكع وركوع وقاعد وقعود، جمع على لفظ المصدر، نزلت في مؤمني أهل الكتاب، عبد الله سّلام وأصحابه.
مريم :( ٥٩ ) فخلف من بعدهم.....
) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ ( يعيني من بعد النبيّين المذكورين ) خَلْفٌ ( وهم قوم سوء، والخَلفَ بالفتح الصالح، والخلف بالحزم الطالح، والخلف بسكون اللام الرديء من كلّ شيء، وهم في هذه الآية اليهود ومن لحق بهم. وقال مجاهد وقتادة : في هذه الأُمّة.
) أَضَاعُوا الصَّلاَةَ ( أي تركوا الصلوات المفروضة، قال ابن مسعود وإبراهيم والقاسم بن مخيمرة : أخّروها عن مواقيتها وصلّوها بغير وقتها.
وقال قرّة بن خالد : استبطأ الضحاك مرّة امتراءً في صلاة العصر حتى كادت الشمس تغرب فقرأ هذه الآية ) أَضَاعُوا الصَّلاَةَ ( ثمَّ قال : والله لئن أدعها أحبّ إلىّ من أن اضيّعها، وقرأ الحسن : اضاعوا الصلوات ) وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ( قال مقاتل : استحلّو نكاح الأخت من الأب، وقال الكلبي : يعني اللذات و شرب الخمر وغيره، قال مجاهد : هذا عند اقتراب الساعة وذهاب صالحي أُمّة محمد ( ﷺ ) ينزو بعضهم على بعض في السكك والأزقّة زناة.
وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله ( ﷺ ) في هذه الآية قال : يكون خلف من بعد ستّين سنة ) أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ( الآية.
وقال علىّ بن أبي طالب :( هذا إذا بني المشيد ورُكب المنظور ولبس المشهور )، وقال وهب : فخلف من بعدهم خلف شرّابون للقهوات، لعّابون بالكعبات، ركّابون للشهوات، متبعون للذّات، تاركون للجُمعات، مضيّعون للصلوات، وقال كعب : يظهر في آخر الزمان أقوام بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ثمَّ قرأ ) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ (.
) فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ( قال عبد الله بن مسعود : الغيّ نار في جهنّم، وقال ابن عباس : الغىّ واد في جهنم وإنّ أودية جهنم لتستعيذ من حرّها، أُعدّ ذلك الوادي للزاني المصرّ عليه، ولشارب الخمر المدمن عليها، ولآكل الربا الذي لا ينزع عنه، ولأهل العقوق، ولشاهد الزور