" صفحة رقم ٢٤٤ "
على الجزاء والجواب حكاية عن موسى أنّي أفعل ذلك،
طه :( ٣٦ ) قال قد أوتيت.....
قال الله سبحانه ) قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ( قد أُعطيت مرادك وسؤالك يا موسى.
طه :( ٣٧ ) ولقد مننا عليك.....
) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى ( قبل هذا وهي
طه :( ٣٨ ) إذ أوحينا إلى.....
) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ ( وحي إلهام مثل وحي النحل ) مَا يُوحَى }
طه :( ٣٩ ) أن اقذفيه في.....
) أَنْ اقْذِفِيهِ ( أن اجعليه ) فِي التَّابُوتِ (.
قال مقاتل : والمؤمن الذي صنع التابوت من آل فرعون اسمه خربيل، وقيل : إنّه كان من بردي ) فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ ( يعني نهر النيل ) فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ( يعني شاطئ النهر، لفظه أمر ومعناه خبر مجازه : حتى يلقيه اليمّ بالساحل ) يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ( يعني فرعون، فاتّخذت تابوتاً وجعلت فيه قطناً محلوجاً، ووضعت فيه موسى، وقيّرت رأسه وَخصَاصه يعني شقوقه ثمّ ألقته في النّيل، وكان يشرع منه نهر كبير في دار فرعون، فبينا هو جالس على رأس البركة مع امرأته آسية إذا بتابوت يجيء به الماء، فلمّا رأى ذلك أمر الغلمان والجواري بإخراجه فأخرجوه وفتحوا رأسه فإذا صبيّ من أصبح الناس وجهاً، فلمّا رآه فرعون أحبّه بحيث لم يتمالك، فذلك قوله سبحانه ) وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ( قال ابن عباس : أحبّه وحبّبه إلى خلقه، قال عطيّة العوفي : جعل عليه مُسحة من جمال لا تكاد يصبر عنه مَن رآه، قال قتادة : ملاحة كانت في عيني موسى، ما رآه أحد إلاّ عشقه.
) وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ( أي ولتربّى وتغذّى بمرأىً ومنظر منّي
طه :( ٤٠ ) إذ تمشي أختك.....
) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ ( واسمها مريم متعرّفة خبره ) فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ( يرضعه ويضمّه إليه، وذلك أنّه كان لا يقبل ثدي امرأة، فلمّا قالت لهم أُخته ذلك قالوا : نعم، فجاءت بالأُمّ فقبل ثديها فذلك قوله ) فَرَجَعْنَاكَ ( فرددناك ) إِلَى أُمِّكَ (. وفي مصحف أُبي فرددناك إلى أُمّك ) كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ( بلقائك وبقائك ) وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً ( قال ابن عباس : قتل قبطياً كافراً.
قال كعب الأحبار : كان إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنة ) فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ ( أي من غّم القتل وكربته ) وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً (. قال ابن عباس : اختبرناك اختباراً. وقال الضحّاك وقتادة ومقاتل، ابتليناك ابتلاءً. وقال مجاهد : أخلصناك إخلاصاً ) فَلَبِثْتَ سِنِينَ ( يعني عشر سنين ) فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ( وهي بلدة شعيب على ثلاث مراحل من مصر، قال وهب : لبث عند شعيب ثمان وعشرين سنة، عشر سنين منها مهر امرأته صفيرا بنت شعيب وثماني عشرة سنة أقام عنده حتى وُلد لَه.
) ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَر يَا مُوسَى (. قال مقاتل : على موعد، قال محمد بن كعب : ثم جئت على القدر الذي قدّرت أنك تجيء