" صفحة رقم ٢٧٥ "
وقال آخرون : الفلك موج مكفوف تجري الشمس والقمر والنجوم فيه.
وقال بعضهم : الفلك السماء الذي فيه ذلك الكوكب، وكلّ كوكب يجري في السّماء الذي قدّر فيه وهو بمعنى قول قتادة.
الأنبياء :( ٣٤ ) وما جعلنا لبشر.....
) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ( دوام البقاء في الدنيا ) أَفَإنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ( أي أفهم الخالدون ؟ كقول الشاعر :
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع
فقلت وأنكرت الوجوه هُمُ هُمُ
أي أهمُ ؟ نزلت هذه الآية حين قالوا : نتربّص بمحمد ريب المنون.
الأنبياء :( ٣٥ ) كل نفس ذائقة.....
) كُلُّ نَفْس ( منفوسة ) ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ ( نختبركم ) بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ( ابتلاء لننظر كيف شكركم فيما تحبّون، وكيف صبركم فيما تكرهون.
) وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
الأنبياء :( ٣٦ ) وإذا رآك الذين.....
) وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ ( ما يتّخذونك ) إِلاَّ هُزُواً ( سخرّياً ويقول بعضهم لبعض ) أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ( بسوء ويعيبها، قال عنترة :
لا تذكري فرسي وما أطعمته
فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
أي لا تعيبي مهري.
الأنبياء :( ٣٧ ) خلق الإنسان من.....
) خُلِقَ الاْنسَانُ ( يعني آدم، قرأ العامّة : بضم الخاء وكسر اللام على غير تسمية الفاعل، وقرأ حميد والأعرج بفتح الخاء واللام يعني خلق الله الانسان ) مِنْ عَجَل ( اختلفوا فيه فقال بعضهم : يعني أنّ بنيته وخلقته من العجلة وعليها طُبع، نظيره قوله ) وَكانَ الإنسانُ عَجُولاً (.
قال سعيد بن جبير والسدي : لمّا دخل الروح في عيني آدم نظر إلى ثمار الجنّة، فلمّا دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فذلك حين يقول ) خُلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَل (.
وقال آخرون : معناه خلق الإنسان من تعجيل في خلق الله إيّاه، وقالوا : خلقه في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس فأسرع في خلقه قبل مغيبها.
قال مجاهد : خلق الله آدم بعد كلّ شيء آخر النهار من يوم خلق الخلق، فلمّا أحيا الروح رأسه ولم يبلغ أسفله قال : يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس.
وقال بعضهم : هذا من المقلوب مجازه : خُلق العجل من الإنسان كقول العرب :( عرضت