" صفحة رقم ١٥٠ "
العراق وهو يسأله عن هذه الآية التي في الفرقان والتي في سورة النساء ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً (، فقال زيد بن ثابت : قد عرفت الناسخة من المنسوخة نسختها التي في النساء بعدها ستّة أشهر.
وروى حجاج عن أبي جريج قال : قال الضحّاك بن مزاحم : هذه السورة بينها وبين النساء ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً ( ثماني حجج، والصحيح أنّها محكمة.
روى جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء قال : اختلفتُ إلى ابن عباس ثلاث عشرة سنة فما شيء من القرآن إلاّ سألته عنه ورسولي يختلف إلى عائشة، فما سمعته ولا أحد من العلماء يقول : إنّ الله سبحانه يقول لذنب : لا أغفره.
) فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً (.
قال ابن عباس وابن جبير والضحّاك وابن زيد : يعني فأُولئك يبدّلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام، فيبدّلهم بالشرك إيماناً، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عفة وإحصاناً، وقال الآخرون : يعني يبدّل الله سيّئاتهم التي عملوها في حال إسلامهم حسنات يوم القيامة، يدلّ على صحّة هذا التأويل ما أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الحافظ في داري قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن برزة قال : حدّثنا أبو حفص المستملي قال : حدّثنا محمد بن عبد العزيز أبي رزمة قال : حدّثنا الفضل بن موسى القطيعي عن أبي العنبس عن ابنه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ليتمنّينّ أقوام أنّهم أكثروا من السيئات ). قيل : مَن هم ؟ قال : الذين بدّل الله سيئاتهم حسنات ).
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن مالك القطيعي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا وكيع قال : حدّثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : أعرضوا عليه صغار ذنوبه قال : فيعرض عليه ويخفى عنه كبارُها فيقال : عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وهو مقرّ لا ينكر وهو مشفق من الكبائر فيقال : أعطوه مكان كلّ سيئة عملها حسنة.
قال : فيقول إنّ لي ذنوباً ما أراها، فلقد رأيت رسول الله ( ﷺ ) ضحك حتّى بدت نواجذه ).
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا عبيد الله عن عبد الله بن أبي سمرة البغوي ببغداد قال : حدّثنا محمد بن أحمد الطالقاني قال : حدّثنا محمد بن هارون أبو نشيط قال : حدّثنا أبو المغيرة


الصفحة التالية
Icon