" صفحة رقم ١٦٥ "
فَرِقون متيقظون، وقال الفرّاء : كأن الحاذر الذي يحذرك، والحذِر المخلوق حذر ألاّ يلقاه إلاّ حذراً، والحذر اجتنابُ الشيء خوفاً منه.
وقرأ شميط بن عجلان : حادرون بالدال غير معجمة، قال الفرّاء : يعني عظاماً من كثرة الأسلحة، ومنه قيل للعين العظيمة : حدرة وللمتورّم : حادر. قال امرؤ القيس :
وعين لها حدرة بدرة
وسقت مآقيها من أُخر
الشعراء :( ٥٧ - ٥٨ ) فأخرجناهم من جنات.....
) فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ( قال مجاهد : سمّاها كنوزاً لأنها لم تنفق في طاعة الله سبحانه ) ومقام كريم ( ومجلس حسن
الشعراء :( ٥٩ ) كذلك وأورثناها بني.....
) كذلك ( كما وصفنا ) وأورثناها ( بهلاكهم ) بني إسرائيل }
الشعراء :( ٦٠ ) فأتبعوهم مشرقين
) فأتبعوهم مشرقين ( فلحقوهم في وقت إشراق الشمس وهو إضاءتها
الشعراء :( ٦١ ) فلما تراءى الجمعان.....
) فلمّا تراءى الجمعان ( أي تقابلا بحيث يرى كل فريق منهما صاحبه، وكسر يحيى والأعمش وحمزة وخلف الراء تراءى الباقون بالفتح.
) قال أصحاب موسى إنّا لمدركون ( لملحقون، وقرأ الأعرج وعبيد بن عمير لمدّركون بتشديد الدال والاختيار قراءة العامة كقوله ) حتى إذا أدركه الغرق (.
الشعراء :( ٦٢ ) قال كلا إن.....
) قال ( موسى ثقة بوعد اللّه ) كلاّ ( لا يدركونكم ) إنّ معي ربّي سيهدين ( طريق النجاة
الشعراء :( ٦٣ ) فأوحينا إلى موسى.....
) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر (.
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الضنجوي قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن علي اليقطيني قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله العقيلي قال : حدّثنا صفوان بن صالح قال : حدّثنا الوليد قال : حدّثني محمد بن حمزة وعبد الله بن سلام أنّ موسى لمّا انتهى إلى البحر قال : يا مَن قبل كلّ شيء، والمكوّن لكلّ شيء، والكائن بعد كلّ شيء، اجعل لنا مخرجاً، فأوحى الله سبحانه أن اضرب بعصاك البحر ) فانفلق ( فانشقّ ) فكان كلّ فرق ( فرقة أي قطعة من الماء ) كالطود العظيم ( كالجبل الضخم.
قال ابن جريج وغيره : لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح، والبحر يرمي موجاً مثل الجبال فقال له يوشع : يا مكلّم الله أين أُمرت فقد غشينا فرعون، والبحر أمامنا ؟ قال موسى : ههنا فخاض يوشع الماء وحار البحر يتوارى حتى أقرّ دابته الماء، وقال الذي يكتم إيمانه : يا مكلّم الله أين أُمرت ؟ قال : ههنا فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقته، ثم أقحمه البحر فارتسب الماء، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدرو، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع


الصفحة التالية
Icon