" صفحة رقم ٢٤٨ "
سعيد : فقدمت العراق، فلقيت اليهودي فأخبرته، فقال : صدق، ما أنزل على موسى هذا والله العالم. وقال وهب : أنكحه الكبرى، وقد روي أنّ النبي ( عليه السلام ) قال :( تزوج صغراهما وقضى أوفاهما ) فإن صح هذا الخبر فلا معدل عنه.
وقال مجاهد : لما قضى موسى الأجل ومكث بعد ذلك عند صهره عشراً أخرى، فأقام عنده عشرين سنة، ثم إنّه استأذنه في العودة إلى مصر لزيارة والدته وأخيه، فأذن له، فسار بأهله وماله، وكانت أيام الشتاء وأخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام، وامرأته في شهرها لا يدري أليلا تضع أم نهاراً، فسار في البرية غير عارف بطرقها فألجأه المسير إلى جانب الطور الغربي الأيمن في ليلة مظلمة شديدة البرد، وأخذ امرأته الطلق، فقدح زنداً فلم تور ( المقدحة شيئاً )، فآنس من جانب الطور ناراً ) قال لأهله امكثوا إنّي آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة ( قطعة وشعلة ) من النار ( وفيها ثلاث لغات : فتح الجيم وهي قراءة عاصم، وضمها وهي قراءة حمزة، وكسرها وهي قراءة الباقين، وقال قتادة ومقاتل : الجذوة : العود الذي قد احترق بعضه، وجمعها جُذيّ، قال ابن مقبل :
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها
جزل الجُذي غير خوار ولا دعر
) لعلكم تصطلون ( أي تستدفئون وتستحمّون بها من البرد
القصص :( ٣٠ ) فلما أتاها نودي.....
) فلمّا أتاها نودي من شاطئ ( جانب ) الواد الأيمن ( عن يمين موسى ) في البقعة المباركة ( وقرأ أشهب العقيلي ) في البقعة ( بفتح الباء ) من الشجرة ( أي من ناحية الشجرة ) أن يا موسي إنّي أنا الله ربّ العالمين ( قال عبد الله بن مسعود : كانت الشجرة سمرة خضراء ترق، قتادة، عوسجة، وهب : علّيق.
القصص :( ٣١ ) وأن ألق عصاك.....
) وأن ألقِ عصاك فلمّا رآها تهتز ( تتحرك ) كأنّها جانٌ ( وهي الحيّة الصغيرة من سرعة حركته ) ولّى مدبراً ( هارباً منها ) ولم يعقّب ( ولم يرجع، فنودي ) يا موسى أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين }
القصص :( ٣٢ ) اسلك يدك في.....
) اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ( فخرجت كأنّها مصباح ) واضمم إليك جناحك من الرهب ( قرأ حفص بفتح الراء وجزم ( الهاء )، وقرأ أهل الكوفة والشام بضمّ ( الراء ) وجزم ( الهاء )، غيرهم بفتح ( الراء ) و ( الهاء )، دليلهم قوله سبحانه :) ويدعوننا رغباً ورهباً ( وكلّها لغات بمعنى الخوف والفَرَق.


الصفحة التالية
Icon