" صفحة رقم ٢٧٦ "
وقال قطرب : ولا في السماء لو كنتم فيها، كقولك : ما يفوتني فلان بالبصرة ولا هاهنا في بلدي، وهو معك في البلد أي ولا بالبصرة لو صار إليها.
) وما لكم من دون الله من وليّ ولا نصير }
العنكبوت :( ٢٣ ) والذين كفروا بآيات.....
) والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليمٌ ( فأعرض سبحانه بهذه الآيات تذكيراً وتحذيراً لأهل مكة، ثم عاد إلى قصة إبراهيم،
العنكبوت :( ٢٤ ) فما كان جواب.....
فقال عز من قائل :) فما كان جواب قومه ( قرأ العامة بنصب الباء على خبر كان وإن قالوا : في محل الرفع على اسم كان، وقرأ سالم الأفطس ) جواب ( رفعاً على اسم كان، وإن موضعه نصب على خبره ) ألاّ أن قالوا اقتلوه أو حرّقوه فأنجاه الله من النار ( وجعلها عليه برداً وسلاماً، قال كعب : ما حرقت منه إلاّ وثاقه.
) إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }
العنكبوت :( ٢٥ ) وقال إنما اتخذتم.....
) وقال ( يعني إبراهيم ( عليه السلام ) لقومه :) إنّما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودّة بينكم ( اختلف القرّاء فيها، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب ) مودّة ( رفعاً ) بينكم ( خفضاً بالإضافة، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم على معنى : أنّ الذين اتخذتم من دون الله أوثاناً هي ) مودّة بينكم (. ) في الحياة الدنيا ( لم تنقطع ولا تنفع في الآخرة كقوله :( ) لم يلبثوا إلاّ ساعة من نهار ( ثم قال :) بلاغ ( ) أي هذا بلاغ، وقوله سبحانه :( ) لا يفلحون ( ثم قال :) متاع ( ) أي هو متاع، فكذلك أضمروا هاهنا هي ويجوز أن تكون خبر إن.
وقرأ عاصم في بعض الروايات ) مودّة ( مرفوعة منونة ) بينكم ( نصباً وهو راجع إلى معنى القراءة الأولى، وقرأ حمزة ) مودّة ( بالنصب ) بينكم ( بالخفض على الإضافة بوقوع الإتحاد عليها وجعل إنّما حرفاً واحداً وهي رواية حفص عن عاصم، وقرأ الآخرون :) مودّة ( نصباً منونة ) بينكم ( بالنصب وهي راجعة إلى قراءة حمزة ومعنى الآية أنكم اتخذتم هذه الأوثان مودة بينكم في الحياة الدنيا.
) مودّة بينكم في الحياة الدنيا ( تتوادون وتتحابون على عبادتها وتتواصلون عليها.
) ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ( وتتبرأ الأوثان من عابديها ) ومأواكم ( جميعاً العابدون والمعبودون ) النار وما لكم من ناصرين }
العنكبوت :( ٢٦ - ٢٧ ) فآمن له لوط.....
) فآمن لَهُ لوطٌ ( وهو أول من صدق إبراهيم ( عليه السلام ) حين رأى أنّ النار لم تضرّه.
) وقال إنّي مهاجر إلى ربّي ( فهاجر من كوتي من سواد الكوفة إلى حران ثم إلى الشام ومعه ابن أخيه لوط وامرأته سارة، وهو أول من هاجر، قال مقاتل : هاجر إبراهيم ( عليه السلام ) وهو ابن خمس وسبعين سنة