" صفحة رقم ٣٣١ "
عن قتاده، عن أنس بن مالك قال : نزلت فينا معاشر الأنصار :) تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ ( الآية، كنّا نصلّي المغرب، فلا نرجع إلى رحالنا حتّى نصلّي العشاء مع النبي صلّى الله عليه وآله.
وأخبرنا الحسين بن محمد عن عبدالله بن إبراهيم بن علي بن عبدالله، عن عبدالله بن محمد بن وهب، عن محمد بن حميد، عن يحيى بن الضريس، عن النضر بن حميد، عن سعيد، عن الشعبي عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( من عقّب ما بين المغرب والعشاء بُني له في الجنّة قصران ( ما بينهما ) مسيرة ( مائة ) عام، وفيهما من الشجر، ما لو نزلها أهل المشرق وأهل المغرب لأوسعتهم فاكهة، وهي صلاة الأوّابين وغفلة الغافلين، وإنّ من الدعاء المستجاب الذي لا يرد الدعاء ما بين المغرب والعشاء ).
وقال عطاء : يعني يصلّون صلاة العتمة لا ينامون عنها، يدلّ عليها ما أنبأني عبدالله بن حامد، عن عبدالصمد بن الحسن بن علي بن مكرم، عن السري بن سهل، عن عبدالله بن رشيد قال : أنبأني أبو عبيدة مجاعة بن الزبير، عن أبان قال : جاءت امرأة إلى أنس بن مالك، فقالت : إنّي أنام قبل العشاء. فقال : لا تنامي. فإنّ هذه الآية نزلت في الذين لا ينامون قبل العشاء الآخرة ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ (. وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وابن زيد : هو التهجّد وقيام الليل، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا أبو عبدالله بن فنجويه عن أبي بكر بن مالك القطيعي، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أَبي عن زيد بن الحبّاب، عن حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن شهر بن حوشب، عن معاذ، عن النبي ( ﷺ ) ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( ) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً ( قال : قيام العبد في الليل.
وأخبرنا عبدالله بن حامد الأصفهاني، عن محمّد بن عبدالله بن عبد الواحد الهمداني، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق بن معمر، عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل، عن معاذ قال : كنت مع رسول الله ( ﷺ ) في سفر فأصبحت قريباً منه ونحن نسير، فقلت : يا نبيّ الله ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنّة، ويباعدني من النار ؟ قال : يا معاذ، لقد سألت عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّرهُ الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت. ثمّ قال : ألاَ أدلُّك على أبواب الخير. الصوم جُنّة من النار والصدقة تطفئ غضب الربّ وصلاة الرجل في جوف الليل ثمّ قرأ ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ