" صفحة رقم ٤٣ "
مشى، إلى أن فطم، فعلم كيف يشرب ويأكل من الطعام، إلى أن بلغ الحلمَ، إلى أن بلغ ان يتقلّب في البلاد.
وقيل : الذكورة والأُنوثية، وقيل : إعطاء العقل والفهم.
) فَتَبَارَكَ اللهُ ( أي استحق التعظيم والثناء بأنّه لم يزل ولا يزال وأصله من البروك وهو الثبوت.
) أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( أي المصوّرين والمقدّرين، مجاهد : يصنعون و يصنع الله والله خير الصانعين.
ابن جريج : إنما جمع الخالقين لأنّ عيسى كان يخلق، فأخبر جلَّ ثناؤه أنّه يخلقُ أحسن ممّا كان يخلق.
وروى أبو الخليل عن أبي قتادة قال : لمّا نزلت هذه الآية إلى آخرها قال عمر بن الخطاب ح ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) فنزلت ) فتبارك الله أحسن الخالقين (.
قال ابن عباس : كان ابن أبي سرح يكتب لرسول الله ( ﷺ ) فأملى عليه هذه الآية، فلمّا بلغ قوله ) خلقاً آخر ( خطر بباله ) فتبارك الله أحسن الخالقين ( فلمّا أملاها كذلك لرسول الله قال عبد الله : إن كان محمد نبيّاً يوحى إليه فانا نبىّ يوحى إليّ، فلحق بمكة كافراً.
المؤمنون :( ١٥ ) ثم إنكم بعد.....
) ثمَّ إنكم بعد ذلك لميّتُونَ ( قرأ أشهب العقيلي لمايتون بالألف، والميّت والمائت، الذي لم يفارقه الروح بعد وهو سيموت، والميْت بالتخفيف : الذي فارقه الروح، فلذلك لم تخفف ههنا كقوله سبحانه وتعالى ) إنك ميت وإنهم ميتون ٢ )
المؤمنون :( ١٦ - ١٧ ) ثم إنكم يوم.....
) ثمَّ إنّكم يوم القيامة تُبعثُونَ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائقَ ( وإِنما قيل : طرائق لأن بعضهنّ فوق بعض، فكلّ سماء منهنّ طريقة، والعرب تسمّي كلّ شيء فوق شيء طريقة، وقيل : لأنّها طرائق الملائكة.
) وما كنّا عن الخلق غافلين ( يعني عن خلق السماء، قاله بعض العلماء، وقال أكثر المفسرين : يعني عمّن خلقنا من الخلق كلّهم ماكنّا غافلين عنهم، بل كنّا لهم حافظين من أن تسقط عليهم فتهلكهم.
وقال أهل المعاني : معنى الآية : إنّ من جاز عليه الغفلة عن العباد جاز عليه الغفلة عن الطرائق التي فوقهم فتسقط فالله عزّ وجلّ ) يمسك السموات أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ( ولولا إمساكه لها لم تقف طرفة عين.
قال الحسن : وما كنّا عن الخلق غافلين أن ينزل عليهم ما يجيئهم من المطر.
المؤمنون :( ١٨ ) وأنزلنا من السماء.....
) وأنزلنا من السماء ماء بَقَدَر فأسكنّاه في الأرض ( ثمَّ أخرجنا منها ينابيع فماء الأرض هو من السماء.
) وإنّا على ذهاب به لقادرونَ ( حتى تهلكوا عطشاً وتهلك مواشيكم وتخرب أراضيكم.
المؤمنون :( ١٩ ) فأنشأنا لكم به.....
) فانشأنا لكم به ( بالماء ) جنّات من نخيل وأعناب لكم فيها ( يعني في الجنّات ) فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( شتاء وصيفاً، وإنّما خصّ النخيل والأعناب بالذكر لأنّهما كانا أعظم ثمار الحجاز وما والاها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكر القوم ما يعرفون من نعمه


الصفحة التالية
Icon