" صفحة رقم ٤٤ "
المؤمنون :( ٢٠ ) وشجرة تخرج من.....
) وشجرة ( يعني وأنشأنا لكم أيضاً شجرة ) تخرجُ من طور سيناء ( وهي الزيتون، واختلف القُرّاء في سيناء، فكسر سينه أبو عمرو وأهل الحجاز، وفتحه الباقون، واختلف العلماء في معناه، فقال مجاهد : معناه البركة، يعني : إنه جبل مبارك، وهي رواية عطية عن ابن عباس، قتادة والحسن والضحّاك : طور سيناء بالنبطية : الجبل الحسن.
ابن زيد : هو الجبل الذي نودي منه موسى عليه السلام، وهو بين مصر وأيلة، معمر وغيره : جبل ذو شجر، بعضهم : هو بالسريانية الملتفّة الاشجار، وقيل : هو كلّ جبل ذي أشجار مثمرة، وقيل : هو متعال من السّنا وهو الارتفاع.
قال مقاتل : خُصّ الطور بالزيتون لأن أول الزيتون نبت بها، ويقال : إنّ الزيتون أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان.
) تنبت بالدُّهن ( وأكثر القراء على فتح التاء الأَوّل من قوله تنبت وضم بائه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم التاء وكسر الباء ولها وجهان :
أحدهما : أن الباء فيه زائدة كما يقال : أخذت ثوبه وأخذت بثوبه، وكقول الراجز :
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج
أي ونرجو الفرج.
والوجه الآخر : أنّهما لغتان بمعنى واحد نبت وأنبت، قال زهير :
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم
قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل
أي نبت ) وصبغ للآكلين ( أي إدام نصطبغ به
المؤمنون :( ٢١ ) وإن لكم في.....
) وإنّ لكم في الانعام لعبرة ( وهي الدلالة الموصلة إلى اليقين المؤدىّ به إلى العلم وهي من العبور كأنه طريق يُعبر إليه ويتوصل به إلى المراد.
) نسقيكم ممّا في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون }
المؤمنون :( ٢٢ - ٢٣ ) وعليها وعلى الفلك.....
) وعليها وعلى الفلك تحملون ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه ( قال ابن عباس : سمّي بذلك لكثرة ماناح على نفسه، واختلف في سبب نوحه، فقال بعضهم : لدعوته على قومه بالهلاك حيث قال ) ربِّ لا تذرْ على الأرض من الكافرين ديّاراً ( وقيل : لمراجعته ربّه في شأن أُمته، وقيل : لأنّه مرَّ بكلب مجذوم، فقال : إخسأ يا قبيح فأوحى الله سبحانه إليه : أعبتني أم عبت الكلب ؟