" صفحة رقم ٥١ "
المؤمنون :( ٦١ ) أولئك يسارعون في.....
) أُولئك يسارعون في الخيرات وهم لها ( يعني إليها ) سابقون ( كقوله ( لما نُهوا عنه ) و ( لما قالوا ) ونحوهما، وكان ابن عباس يقول في معنى هذه الآية : سبقت لهم من الله السعادة ولذلك سارعوا في الخيرات.
المؤمنون :( ٦٢ ) ولا نكلف نفسا.....
) ولا نكلف نفساً إلا وسعها ( يعني إلاّ ما يسعها ويصلح لها من العبادة والشريعة :) ولدينا كتابٌ ( يعني اللوح المحفوظ ) ينطق بالحق ( يبيّن بالصدق ما عملوا وما هم عاملون من الخير والشر، وقيل : هو كتاب أعمال العباد الذي تكتبه الحفظة وهو أليق بظاهر الآية.
) وهم لا يظلمون ( يعني يوفّون جزاء أعمالهم ولا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.
ثمَّ ذكر الكفار فقال عزَّ من قائل
المؤمنون :( ٦٣ ) بل قلوبهم في.....
) بل قلوبهم في غمرة ( عمى وغفلة ) من هذا ( القرآن ) ولهم أعمال ( خبيثة لا يرضاها الله من المعاصي والخطايا ) من دون ذلك ( يعني من دون أعمال المؤمنين التي ذكرها الله سبحانه، قيل : وهي قوله ) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ) هم لها عاملون ( لابد لهم من أن يعملوها فيدخلوا بها النار لما سبق لهم من الشقاوة.
المؤمنون :( ٦٤ ) حتى إذا أخذنا.....
) حتى إذا اخذنا مترفيهم ( يعني اغنياءهم ورؤساءهم ) بالعذاب ( قال ابن عباس : بالسيوف يوم بدر، وقال الضحّاك : يعني الجوع وذلك حين دعا عليهم رسول الله ( ﷺ ) فقال :( اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف، فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحرقة والقدّ والأولاد ).
) إذا هم يجأرون ( يضجّون ويجزعون ويستغيثون، وأصل الجؤار رفع الصوت بالتضرّع كما يفعل الثور، قال الشاعر :
فطافت ثلاثا بين يوم وليلة
وكان النكير أن تضيف وتجأرا
يصف بقره. وقال أيضاً :
يراوح من صلوات المليك
فطوراً سجوداً وطوراً جؤارا
المؤمنون :( ٦٥ ) لا تجأروا اليوم.....
) لاتجأروا اليوم إنّكم منّا لا تنصرون ( لا تمنعون ولا ينفعكم جزعكم وتضرّعكم.
المؤمنون :( ٦٦ ) قد كانت آياتي.....
) قد كانت آياتي تتلى عليكم ( يعني القرآن ) فكنتم على أعقابكم ( أدباركم ) تنكصون (


الصفحة التالية
Icon