" صفحة رقم ٨٥ "
داخل عليهم، يقول العرب : اذهب فاستأنس هل ترى أحداً في الدار ؟ أي انظر هل ترى فيها أحداً ؟
ويروى أنّ أبا موسى الأشعري أتى منزل عمر بن الخطاب ذ فقال : السلام عليكم أأدخل ؟
فقال عمر : واحدة، فقال أبو موسى : السلام عليكم أأدخل ؟ فقال عمر : ثنتان، قال أبو موسى : السلام عليكم أأدخل ؟ ومرّ، فوجّه عمر بن الخطاب رضى الله عنه خلفه من ردّه فسأله عن صنيعه فقال : إنّي سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( الاستيذان ثلاثة فإن أذنوا وإلاّ فارجع ).
فقال عمر : لتأتيني بالبيّنة أو لاعاقبنّك، فانطلق أبو موسى فأتاه بمن سمع ذلك معه.
وعن عطاء بن يسار أنَّ رجلاً قال للنبي ( ﷺ ) أستأذن على اَمّي ؟ قال :( نعم )، قال :( إنها ليس لها خادم غيري أفأستأذن كلمّا دخلت ؟ قال :( أتحبّ أن تراها عريانة ) ؟ قال الرجل : لا، قال :( فاستأذن عليها ).
وأخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه قال : حدّثنا موسى بن محمد بن علي قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن وهب قال : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( من اطّلع في بيت بغير إذنهم فقد حلّ لهم ان يفقأوا عينه ).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شبّه قال : حدّثنا الحضرمي قال : حدّثنا أبو بكر قال : حدّثنا ابن عيينة عن الزهري أنه سمع سهل بن سعد يقول : اطّلع رجل في حجرة من حجر النبي ( ﷺ ) ومعه مدرىً يحكّ به رأسه، فقال :( لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينيك، إنّما الاستيذان من النظر ).
النور :( ٢٨ ) فإن لم تجدوا.....
) فان لم تجدوا فيها ( أي في البيوت ) أحداً ( يأذن لكم في دخولها ) فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا ( ولا تقفوا على أبوابهم ولا تلازموها ) هو ( أي الرجوع ) أزكى ( أطهر وأصلح ) لكم والله بما تعملون عليم (.
فلمّا نزلت هذه الآية قال أبو بكر : يا رسول الله أرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام


الصفحة التالية
Icon