" صفحة رقم ٨٦ "
ليس فيها ساكن ؟
النور :( ٢٩ ) ليس عليكم جناح.....
فأنزل الله سبحانه ) ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة ( بغير استيذان ) فيها متاع ( منفعة ) لكم ( واختلفوا في هذه البيوت ما هي ؟ فقال قتادة : هي الخانات والبيوت المبنيّة للسائلة ليأووا إليها ويؤوا أمتعتهم إليها.
قال مجاهد : كانوا يضعون بطرق المدينة أقتاباً وأمتعة في بيوت ليس فيها أحد، وكانت الطرق إذ ذاك آمنةً فأحلّ لهم أن يدخلوها بغير إذن.
محمد بن الحنفيّة : هي بيوت مكة، ضحّاك : الخربة التي يأوي المسافر اليها في الصيف والشتاء، عطاء : هي البيوت الخربة، والمتاع هو قضاء الحاجة فيها من الخلاء والبول، ابن زيد : بيوت التجّار وحوانيتهم التي بالأسواق، ابن جرير : جميع ما يكون من البيوت التي لا ساكن لها على العموم لأنّ الاستيذان إنما جاء لئلاّ يهجم على مالا يحب من العورة، فإذا لم يخف ذلك فلا معنى للاستيذان.
) والله يعلم ماتُبدون وما تكتمون }
النور :( ٣٠ ) قل للمؤمنين يغضوا.....
) قل للمؤمنين يغضّوا ( يكفّوا ) من أبصارهم ( عن النظر إلى مالا يجوز، واختلفوا في قوله ) من ( فقال بعضهم : هو صلة أي يغضّوا أبصارهم، وقال آخرون : هو ثابت في الحكم لأنّ المؤمنين غير مأمورين بغضّ البصر أصلا، وإنّما أُمروا بالغضّ عمّا لا يجوز.
) ويحفظوا فروجهم ( عمّن لا يحلّ، هذا قول أكثر المفسّرين.
وقال ابن زيد : كلّ مافي القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنا إلاّ في هذا الموضع فإنّه أراد الاستتار يعني : ويحفظوا فروجهم حتى لا ينظر إليها.
ودليل هذا التأويل إسقاط من ) ذلك أزكى لهم إنَّ الله خبير ( عليم ) بما يصنعون (.
أخبرني ابن فنجويه في داري قال : حدّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا قال : حدّثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدّثنا إسماعيل بن جعفر قال : حدّثنا عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن عبادة بن الصامت أنَّ رسول الله ( ﷺ ) قال :( اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم اضمن لكم الجنة : اصُدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا ما ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم ).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة قال : حدّثنا الحضرمي قال : حدّثنا عبد الوارث قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عنبسة بن عبد الرَّحْمن قال : حدّثنا أبو الحسن أنه سمع علي بن أبي طالب ح يقول : قال رسول الله ( ﷺ ) ( النظر إلى محاسن المرأة سهم من نبال إبليس مسموم