" صفحة رقم ١٠٩ "
وأخبرني الحسين قال : حدّثنا عمر بن الخطاب قال : حدّثنا محمد بن إسحاق قال : حدّثنا إسماعيل بن يزيد قال : حدّثنا داوُد عن الصلت بن دينار قال : حدّثنا عقبة بن صهبان قال : دخلت على عائشة فسألتها عن قول الله عز وجل :) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه (.. ( فقالت لي : يا بني كلّهم في الجنة ؛ أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله ( ﷺ ) شهد له رسول الله ( ﷺ ) بالجنة، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم فجعلت نفسها معنا.
وقال مجاهد والحسن وقتادة :) فمنهم ظالم لنفسه ( قالوا : هم أصحاب المشأمة، ) ومنهم مقتصد ( هم أصحاب الميمنة ) ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ( هم السابقون المقربون من الناس كلهم.
قال قتادة : فهذا في الدنيا على ثلاث منازل وعند الموت قال الله تعالى :) وأمّا إن كان من أصحاب اليمين ( إلى قوله :) وتصلية جحيم (، وفي الآخرة أيضاً، قال عز وجل :) وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ( إلى قوله :) المقربون (.
وقال ابن عباس : السابق : المؤمن المخلص، والمقتصد : المرائي، والظالم : الكافر بنعمة الله غير الجاحد لها ؛ لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال :
فاطر :( ٣٣ ) جنات عدن يدخلونها.....
) جنات عدن يدخلونها (، وسمعت أبا محمد شيبة بن محمد بن أحمد الشعبي يقول : سمعت أبا بكر بن عبد يقول : قالت عائشة : السابق : الذي أسلم قبل الهجرة، والمقتصد : الذي أسلم بعد الهجرة، والظالم : نحن.
وقال بكر بن سهل الدمياطي : الظالم لنفسه : الذي مات على كبيرة ولم يتب منها، والمقتصد : الذي لم يصب كبيرة، والسابق بالخيرات : الذي لم يعصِ الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعن الحسن أيضاً قال : السابق : من رجحت حسناته، والمقتصد : من استوى حسناته وسيئاته، والظالم : الذي ترجح سيئاته على حسناته.
سهل بن عبد الله : السابق : العالم، والمقتصد : المتعلم، والظالم : الجاهل، وعنه أيضاً : السابق : الذي اشتغل بمعاده، والمقتصد : الذي اشتغل بمعادة عن معاشه، والظالم : الذي اشتغل بمعاشه عن معاده.
وقيل : الظالم : طالب الدنيا، والمقتصد : طالب العقبى، والسابق، طالب المولى.
وقيل : الظالم : المسلم، والمقتصد : المؤمن، والسابق : المحسن.