" صفحة رقم ١٧٠ "
حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( ٢
الصافات :( ١٣٩ - ١٤٠ ) وإن يونس لمن.....
) وإنّ يونس لمن المرسلين إذ أَبَق (. هرب ) إلى الفُلك المشحون (، قال ابن عباس ووهب : كان يونس ( عليه السلام ) قد وعد قومه العذاب فلما تأخر العذاب عنهم خرج كالمنشور منهم، فقصد البحر وركب السفينة، فاحتبست السفينة، فقال الملاّحون : ها هنا عبد أبق من سيّده، وهذا رسم السفينة إذا كان فيه آبق لا تجري. فاقترعوا، فوقعت القرعة على يونس، فقالوا : ألا نلقيه في الماء ؟ واقترعوا ثانياً وثالثاً فوقعت القرعة على يونس، فقال :( أنا الآبق ) وزجّ نفسه في الماء، فذلك قوله سبحانه :
الصافات :( ١٤١ ) فساهم فكان من.....
) فساهم ( : فقارع، والمساهمة : إلقاء السهام على جهة القرعة. ) فكان من المدحضين ( المقروعين المخلوعين المغلوبين.
الصافات :( ١٤٢ ) فالتقمه الحوت وهو.....
) فالتقمه ( : فابتلعه والتقمة ) الحُوت ( وأوحى الله سبحانه إليه أنّي جعلت بطنك سجناً ولم أجعله لك طعاماً، ) وهو مُليم ( مذنب، قد أتى بما يلام عليه.
الصافات :( ١٤٣ ) فلولا أنه كان.....
) فلولا أنه كان من المسبّحين ( المنزهّين الذاكرين لله سبحانه قبل ذلك في حال الرخاء، وقال ابن عباس : من المصلين، وقال مقاتل : من المصلحين المطيعين قبل المعصية، وقال وهب : من العابدين، وقال سعيد بن جبير : يعني قوله ) لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( وقال الحسن : ما كانت له صلاة في بطن الحوت ولكنه قدم عملاً صالحاً،
الصافات :( ١٤٤ ) للبث في بطنه.....
) للبِثَ في بطنه إلى يوم يُبعثون ( لصار بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة.
الصافات :( ١٤٥ ) فنبذناه بالعراء وهو.....
) فنبذناه ( : طرحناه ) بالعراء ( قال الكلبي : يعني وجه الأرض. مقاتل بن حيان : يعني ظهر الأرض. مقاتل بن سليمان بالبراري من الأرض. الأخفش بالفِناء الفراء بالأرض الواسعة. السدّي : بالساحل، وأصل العراء الأرض الخالية عن الشجر والنّبات، ومنه قيل للمتجرد : عريان. قال الشاعر :
( ترك الهام... بالعراء
صار للخير حاصر العبقا )
) وهُو سقيم ( عليل كالفرخ الممغط، واختلفوا في المدة التي لبث يونس ( عليه السلام ) في بطن الحوت، فقال مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام. عطاء : سبعة أيام، ضحاك : عشرين يوماً. السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوماً.