" صفحة رقم ٢٤٢ "
عمر بن الخطاب كاتباً فكتبها بيده، ثم بعث بها إلى عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وإلى اولئك النفر فأسلموا وهاجروا.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه حدثنا أبو بكر بن خرجة حدثنا محمّد بن عبد الله بن سلمان الحضرمي حدثنا محمّد بن العلاء حدثنا يونس بن بكير حدثنا ابن إسحاق حدثنا نافع عن ابن عمر عن عمر ح أنه قال : لما اجتمعنا إلى الهجرة ابعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل وقلنا : الميعاد بيننا المناصف ميقات بني غفار، فمن حبس منكم لم يأبها فقد حبس فليمض صاحبه، فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن، فقدمنا المدينة فكنا نقول : هل يقبل الله من هؤلاء توبة قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لما أصابهم من الدُّنيا ؟ فأنزل الله تعالى ) قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ( إلى قوله ) أليس في جهنم مثوىً للمتكبرين (.
قال عمر : فكتبتها بيدي كتاباً ثم بعثت بها إلى هشام.
قال هشام : فلما قدمت عليَّ خرجت بها إلى ذي طوى فقلت اللهم فهمنيها، فعرفت أنها أُنزلت فينا، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله ( ﷺ ) فقتل هشام شهيداً بأجنادين في ولاية أبي بكر ح.
وقال بعضهم : نزلت في قوم كانوا يرون أهل الكبائر من أهل النار، فأعلمهم الله تعالى أنه يغفر الذنوب جميعاً لمن يشاء.
وروى مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر قال : كنا معشر أصحاب رسول الله نرى أو نقول : أنه ليس شيء من حسناتنا إلاّ وهي مقبولة حتّى نزلت هذه الآية ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ( فلما نزلت هذه الآية قلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقيل لنا : الكبائر والفواحش.
قال : فكنا إذا رأينا من أصاب شيئاً منها قلنا : قد هلك، فنزلت هذه الآية، فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك، فكنا إذا رأينا أحداً أصاب منها شيئاً خفنا عليه، وإن لم يصب منها شيئاً رجونا له. وأراد بالإسراف ارتكاب الكبائر، والآية عامة للناس أجمعين ) لا تقنطوا (.
قرأ أبو عمرو والأعمش ويحيى بن وثاب وعيسى والكسائي ويعقوب ( لا تقنِطوا ) بكسر النون.
وقرأ أشهب العقيلي : بضمه.
وقرأ الآخرون : بفتحه.
روى الأعمش عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود قال : دخل عبد الله بن مسعود المسجد فإذا قاص يقص وهو يذكر النار والأغلال، فجاء حتّى قام على رأسه وقال : يا مذكّر لِمَ