" صفحة رقم ٢٩٩ "
) وهو عليهم عِمىً (، وقرأه الباقين بفتح الميم على المصدر، وإختاره أبو عبيد، قال : لقوله :) هدىً وشفاءٌ ( فكذلك ) عمىً ( مصدر مثلها، ولو إنّها هاد وشاف لكان الكسر في عمىً أجود ليكون نعتاً مثلهما.
) أُولَئِكَ يُنَادَونَ مِن مَّكَان بَعِيد ( قال بعض أهل المعاني : قوله :) أُولئك ينادون من مّكان بعيد ( خبر لقوله :) إنَّ الَّذين كفروا بالذّكر لما جاءهم (، وحديث عن محمد بن جرير، قال : حدثني شيخ من أهل العلم، قال : سمعت عيسى بن عمر سأل عمرو بن عبيد ) إنّ الّذين كفروا بالذّكر لما جاءهم (، أين خبره ؟ فقال عمرو : معناه في التفسير ) إنّ الّذين كفروا بالذّكر لما جاءهم كفروا به وإنّه لكتاب عزيز ( فقال عيسى بن عمر : أجدت ياأبا عثمان.
وقوله تعالى :) ينادون من مّكان بعيد ( مثل لقلت إستماعهم وإنتفاعهم بما يوعظون به، كأنهم ينادون إلى الإيمان وبالقرآن من حيث لا يسمعون لبعد المسافة.

فصلت :( ٤٥ ) ولقد آتينا موسى.....


) وَلَقَد آتينَا مُوسَى الكِتَابَ فَاختُلِفَ فِيهِ ( فمؤمن به وكافر، ومصدّق ومكذّب. كما أختلف قومك في كتابك. ) وَلَولاَ كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَّبِكَ ( في تأخير العذاب. ) لَقُضِيَ بَينَهُم ( من عذابهم وعجل إهلاكهم.
) وَإنَّهُم لَفِي شَكّ مِنهُ مُريب }

فصلت :( ٤٦ - ٤٧ ) من عمل صالحا.....


) مَّن عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّم لِلعَبِيدِ إِلَيهِ يُرَدُّ عِلمُ السَّاعَةِ ( فإنّه لا يعلمه غيره، وذلك إنّ المشركين، قالوا للنبي ( ﷺ ) لئن كنت نبياً، فأخبرنا عن الساعة متى قيامها ؟، ولئن كنت لا تعلم ذلك فإنّك لست بنبيّ. فانزل الله تعالى هذه الآية.
) وَمَا تَخرُجُ مِن ثَمَرَات ( من صلة ثمرات، بالجمع أهل المدينة والشام، غيرهم ثمرة على واحدة. ) مِن أَكمَامِهَا ( أوعيتها، واحدتها كمة، وهي كلّ ظرف لمال أو وغيره، وكذلك سمّي قشرة الكفري، أي الذي ينشق عن الثمرة كمه. قال ابن عباس : يعني الكفري قبل أن ينشق، فإذا أنشقت فليست بأكمام. ) وَمَا تَحمِلُ مِن أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلمِهِ ( يقول إليه يردّ علم السّاعة كما يردّ إليه علم الثمار والنتاج.
) وَيَومَ يُنَادِيهِم ( يعني ينادي الله تعالى المشركين. ) أَينَ شُرَكَاءِي ( الّذين تزعمون في الدّنيا إنّها آلهة. ) قالوا ( يعني المشركين، وقيل : الأصنام، يحتمل أن يكون القول راجعاً إلى العابدين وإلى المعبودين أيضاً ) آذَنَّاكَ ( أعلمناك وقيل : أسمعناك. ) مَا مِنَّا مِن شَهِيد ( شاهد إنّ لك شريك لما عاينوا القيامة تبرؤا من الأصنام، وتبرأ الأصنام منهم

فصلت :( ٤٨ ) وضل عنهم ما.....


) وَضَلَّ عَنهُم مَّا كَانُوا يَدعُونَ مِن قَبلُ ( في الدنيا.
) وَظَنُّوا ( أيقنوا. ) مَا لَهُم مِن مَّحِيص ( مهرب، و ) ما ( هاهنا حرف وليس باسم، فلذلك لم يعمل فيه الظنّ، وجعل الفعل ملقى


الصفحة التالية
Icon