" صفحة رقم ٣١٧ "
الشورى :( ٢٦ ) ويستجيب الذين آمنوا.....
) وَيَستَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالِحَاتِ ( أي يطيع الّذين آمنوا ربّهم في قول بعضهم. جعل الفعل للّذين آمنوا، وقال الآخرون :) ويستجيب الله الّذين آمنوا ( جعلوا الإجابة فعل الله تعالى، وهو الأصوب والأعجب إليَّ لأنّه وقع بين فعلين لله تعالى : الأول قوله :) يَقْبَلُ ( والثاني ) ويزيدهم من فضله (، ومعنى الآية : ويجيب الله المؤمنين إذا دعوه، وقيل : معناه نجيب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض.
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، أخبرنا مكي بن عبدان، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا أبو معاوية بن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن سلمة بن سبره، قال : خطبنا معاذ بالشام، فقال : أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنّة والله إنّي لأرجو أن يدخل الجنّة من تسبون من فارس والرّوم وذلك بأن أحدهم إذا عمل لأحدكم العمل، قال : أحسنت يرحمك الله أحسنت بارك الله فيك ويقول الله سبحانه وتعالى :) ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( ) وَيَزيدُهُم مّن فَضلِهِ. وَالكَافِرُونَ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ (.
أخبرنا الحسين بن محمّد الثقفي، حدثنا الفضل بن الفضل الكندي، حدثني أبو أحمد عبد الله بن أحمد الزعفراني الهمذاني، حدثنا محمد بن الحسين بن قتيبة بعسقلان، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد، حدثني أبي، عن أبي بكر الهذلي، عن أبي صالح عن ابن عباس في قول الله تعالى :) ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات (، قال : تشفّعهم في إخوانهم. ) ويزيدهم من فضله (. قال : في إخوان إخوانهم.
الشورى :( ٢٧ ) ولو بسط الله.....
) وَلَو بَسَطَ اللهُ الرِزقَ لِعِبَادِهِ (. الآية نزلت في قوم من أهل الصفّة تمنوا سعة الدّنيا والغنى. قال خباب بن لادن : فينا نزلت هذه الآية وذلك إنّا نظرنا إلى بني قريظة والنضير وبني القينقاع، فتمنيناها فأنزل الله تعالى ) ولو بسط الله ( أي وسع الرزق لعباده.
) لَبَغَوا فِي الأَرضِ ( أي لطغوا وعصوا. قال ابن عباس : بغيهم ظلماً، منزلة بعد منزلة ودابة بعد دابة ومركباً بعد مركب وملبساً بعد ملبس.
أخبرنا الحسين بن محمد بن إبراهيم التبستاني الإصبهاني، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن العباس العصمي الهروي، أخبرني محمد بن علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن صالح الكرابيسي، يقول : سمعت قصير بن يحيى يقول : قال : شقيق بن إبراهيم في قول الله تعالى :) ولو بسط الله الرّزق لعباده لبغوا (، قال : لو رزق الله العباد من غير كسب وتفرغوا عن المعاش والكسب لطغوا في الأرض وبغوا وسعوا في الأرض فساداً، ولكن شغلهم بالكسب والمعاش رحمة منه وامتناناً.
) وَلكِن يُنزِلَ بِقَدَر مَّا يَشَاءُ ( أرزاقهم ) بقدر ما يشاء ( لكفايتهم. قال مقاتل :) ولكن ينزّل بقدر ما يشاء ( فجعل واحداً فقيراً وآخراً غنياً